الشواني: أعلم جيدا ما أقوله: هذه معركة لم يوجد في تاريخ السودان أعظم منها
هناك حزن لا يُعوض ولا يمكن التفكير فيه، كلما أتذكر ما تركه لنا الشهيد أشعر بالخوف والثقل لأني أعرف نفسي جيدا، ما الذي تركه لنا الشهيد محمد الفضل لنفعله؟ هذا الشهيد شخص من زمان آخر، هذا الرجل كان منارة ودليل للطريق، أنا أفوق عمره بسنوات لكنه كان يفوقنا في كل شيء. كان رجلا ناضجا معتدلا ولطيفا،
وكان قويا شجاعا ومقاتلا لا يشق له غبار. كالنسمة من لطفه وكحد السيف في الحق. كل ذلك شأن وفكره واهتمامه بالقراءة والثقافة وعلاقاته شأن آخر، كان الشهيد أفضلنا في التنظيم وأقوى شخصية من كل أبناء جيله، منفتح يعرف العالم من حولنا
فقد رأيت رثاءه من كثيرين خارج السودان، هاتفني الماركسي والليبرالي بحزن يرثون هذا الشاب النادر
بل ورأيت دموع رجال هناك في أرض بعيدة سأخبركم بها، كان يعرف الكثيرين من كل الاتجاهات السياسية. هي أقدار الله في أخطر معركة مرت على تاريخ السودان. وحين أقول ذلك فإني أعلم جيدا ما أقوله: هذه معركة لم يوجد في تاريخ السودان أعظم منها.
فراغ هائل لشخص نادر لا مثيل له، فراغ لا يسده سوى تنظيم جماعي من إخوته وأخواته، هذه أمانته تركها لكم للعمل والصبر والمجاهدة والكفاح والحياة من أجل قيم سامية.
والله أكبر والعزة للسودان
رحم الله محمد الفضل
هشام عثمان الشواني