قم يا برهان: هناك شرطي جديد في المدينة
على عجل عن خطاب الخنوع والخضوع والخيبة والانكسار
لا يصلخ خطاب البرهان اليوم بمناسبة عيد الجيش لأي شئ. لا بصلح حتى لتزجية فراغ مرتادي احتفالات أقمار الضواحي من فرط نعومته وخيبة محتواه .
مثل هذا الخطاب لا يصلح لمخاطبة أكلة النار (أنظر الصورة) ولكنه يصلح لمخاطبة أكلة طعام حميدتي الذين سارت بذكر جلوسهم في المطبخ الركبان.
هو خطاب يصلح لل(سانات) وال(مٰكنات) ولابسي البنطلونات الناصلة الذين يريد أن يطبع بخطابه الباهت قبلة الحياة على شفاههم فيهتفون: كنداكة جاء بوليس جرى!
الخطاب غير جدير بالقراءة إلا ضمن مراجعة لاحقة لأدبيات عصر الانحطاط الذي يقوده صاحب الخطاب.
لكن والحال كذلك لا نجد بأساً من الإشارة إلى عبارتين جارحتين للشعب السوداني الكريم وجنديه الحمش الذي تغنى له الكرام بأنه (فوق الجمر بمش):
واحد:
* دولة الحرية والسلام والعدالة التي يحلم بها شباب بلادي بعد توافق نتفادي فيه كل تجاوزات وأخطاء ما قبل 15 أبريل ٢٠٢٣م لنصل إلي صيغة سياسية محكمة وعادلة ومقبولة*
ما زلت تردد نفس الشعارات الخائبة تقرباً من أصحابها الخائبين وليس حولك من يحدثك بشعار ينتسب هذه المرحلة حيث الشعب يريد الإنتصار وهزيمة الأعداء وتحقيق الأمن ومحاسبة المجرمين وتلقين الخونة دروس العمر!
الشعب ليس بحاجة لحرية من استخدم نصر الدين عبدالباري والتي غايتها السماح بسفر النساء دون إذن الأهالي.
الشعب لا يريد سلاماً موقعاً مع متبطلي فنادق جوبا ومتسكعي شوارع كمبالا الذين وقفت أمامهم بصوتك المبحوح وغنيت لهم .. ما أبخس الغناء وما أتعس المغني!
الشعب لا يريد عدالة السجن دونما أحكام، وعدالة الحرمان من العلاج حتى الموت، والطرد من الوظائف ومصادرة الممتلكات دونما بينات، ومنع التلاميذ من الدراسة بسبب انتماء الآباء السياسي. ما أرخص عدالة الابتزاز والسرقة والنهب والاحتيال!
*فليسمع البرهان مرة: الشعب لا يريد لا حرية ولا سلام ولا عدالة فهو قد قرأ قاموسكم وحفظه ويعرف بالضبط ما تعنون.*
إثنان:
* شكراً لجوار وأصدقاء السودان الذين سعوا ويسعون معنا لإعادة الأمن والإستقرار إلي وطننا الغالي*
يا لعار البرهان في عيد الشرف/ عيد الجيش! من هم جوار وأصدقاء السودان الذين تتوجه إليهم بالشكر؟
أتشكر إثيوبيا التي استخدمت كل طاقتها الدبلوماسية لمحاربتك وتضع العملاء من الجنود على أهبة الاستعداد لاجتياح النيل الأزرق إذا حمي الوطيس في الخرطوم؟
أتشكر جنوب السودان الذين لم يعتنوا بكف يد عبدالعزيز الحلو دميتهم الذي منحته دولة ومطاراً وعلماً وعلاقات دولية في عهدك الخاسر؟
أتشكر ليبيا التي تشارك في الحرب بشكل مباشر ضد السودان؟
أتشكر تشاد التي باع رئيسها إرث والده وجعل من أم جرس محطة إسناد وتسليح لقوات يرفضها شعبه الكريم قبل شعبنا؟
كن رجلاً ووجه الشكر فقط لجمهورية مصر العربية التي لم يجد الشعب السوداني ملاذاً غيرها، ولا سنداً سواها، ولا عضداً أقوى له منها.
من كتب لك هذا الخطاب؟ هل كتبه عمر الدقير من فيض تهويماته التي يخادع بها نفسه وهو يزعم قربى مع الأدب؟
هل كتبه من كتب خطاب ناجي الأصم حاوي الرسائل الخاسئة المرتدة حسيرة إياه، والذي كان مداده دموع محمود درير المخادعة ودموع اللصوص المتسولين الآخرين الذين اقتاتوا على رشاوى ضحايا #لجنة_التمكين وفتات العون الأمريكي وأموال الإتحاد الأوروبي وصندوق دعم الديمقراطية الذي دفع حتى لمديري مجموعات الواتساب؟
قم يا برهان: هناك شرطي جديد في المدينة
محمد عثمان إبراهيم