محمد حامد جمعة: ملح المعارك
ذكرت أكثر من مرة . ومن اليوم الأول للحرب ان هذا الأمر في مجال النشر والتوثيق يتطلب وعيا كبيرا وإنضباط صارم يتجنب العاطفة والإندفاع . هذا لمن يرغب في تقديم خدمة تنوير للناس بمجريات الأحداث . وهذه الصرامة مهمة ولازمة لان في ظل الحرب يواجه الحميع مخاطر الدعاية وضغوط اساليب الحرب النفسية
وقد شعرت من الايام الاولى _ارجو الا يقتحم علي احمق الحديث _ ان الدعم السريع يدير هذه الحرب إعلاميا بإسلوب تثبيت وتجذير قصص ومواقف . بالطرق المتكرر والتسويق المحكم حتى كاد ان يتحول الأمر الى حقائق وقطعيات !
من هذا منحوتات حصار المدرعات او المهندسين ! وهي رواية بالتكرار والطرق المتصل صارت وكأنها امر مؤكد ! رغم ان تعبير كلمة حصار في الفهم العسكري تعني تضييق النطاق والعزل كلية عن المحيط والخنق البطئ للقوة المحاصرة !
هذه الرواية مثلا تتطلب تفسيرا لواقع يدحضها . وهي فرق العمل الخاص التي تتجول في دائرة حول سلاحي المهندسين والمدرعات ! ان كان هناك حصار كيف يستقيم منطقا ان تخرج قوة خفيفة فتبلغ من الشجرة اركويت او جبرة ! او من المهندسين لتتجول في نواحي حي الضباط او ابو كدوك ! او الفتيحاب !
احيانا في بعض القصص المرء يحتاج لبعض التدقيق الموضوعي فهذا ربما يحصن الباحث من الانخراط في عملية تدعيم لرواية غير دقيقة ان لم تكن مضللة !
الحرب النفسية او أساليب الدعاية المساندة مثل (الملح) نثرها يتطلب ضبط الكمية والمقدار . فالاكثار يفسد الطبخ .وقد يؤذي ؛ لذا كنت في اندهاش عظيم في قروب يضم صحفيين وساسة من إصرار مستشار للدعم السريع على ان المدرعات سقطت .عاد فقال (الذخيرة) وان المهندسين ما فيها نفس ! سالته اذن كيف تفسر لي نشاط فرق العمل الخاص كيف تخرج وتعود للسلاح . قال سأسال واعود اليك . وساكتب تفسيره تعميما للفائدة .
بالمناسبة . كلما زادت المبالغات و البهار في اطباق العمليات المعنوية لجهة .اعلم انها ان لم تخسر فهي على وشك ذلك .
محمد حامد جمعة