تبيان توفيق: الدفاع الذكي !!
علينا أن نعلم بأن !! معركة القوى السياسية المُنضويه تحت لافتة مركزية الحرية والتغيير كانت واضحة منذ يومها الأول بأنها معركة ( بالوكاله ) لصالح جهات خارجية ،، ضد القوات المسلحة السودانية بهدف تفكيكها بإعتبار أنها المؤسسه الأكثر تماسكاً وفاعليه في أنظمة الحكم المتعاقٍبه منذ الإستقلال!!
في سبيل ذلك إستخدمت هذه القوى منهجية الأوراق وأروقة القاعات وهُتافات الطُرقات كوسيله فاعله لتسميم الأجواء وفتح الثغرات وتسميم العقول بما إستطاعوا من القول والفعل إتخذت في ذلك نقاط خلل المؤسسه وجوانب ضعفها كمنصة آمنه لضرب عُمقها وشق تنظيمها وإحداث شرخ بينها وبين المواطن بإعتباره الرافد الأول لصفها ،، حينما فشلوا بالرؤية وطق الحنك وتسويق النقاط وعلٍموا بأنها صخرة صماء تتكسرُ أمامها المكائد لجأوا لخيار حربها بإستخدام الذراع العسكري الدعم السريع والحركات المسلحه الموقعه على الوثيقه الإطاريه في محاولة منهم للسيطرة عليها عبر إصطياد قياداتها العليا وإستبدالها بآخرين مؤمنين بمشروع التفكيك مقابل الدرهم والدولار والسُلطه ليتم تشكيل الجيش الجديد المُنصاع للتوجيهات دون خيار وتوجُه !!
أعدت هذه المجموعات لتنفيذ مخططها ما إستطاعت من القوة البشرية والماليه والحشد الدولي والاقليمي وترتيب أوراقها الداخليه في صفوفها المدنية (بالوكاله ) ورتبت أمرها داخل المؤسسة العسكريه نفسها فحتى حكومتها التنفيذيه ( المدنية ) كانت جاهزة ومعلومه لإستلام المهام وتأيد الخطوة وحشد الرأي العام وإضفاء الشرعية وشرعنة القوانين والتشريعات وإصدار أوامر القبض والإعتقالات واحكام الإعدام والسجون لكل من يُعارض ( عسكرياً كان أو مدنياً ) بذريعة أنه يعرقل التحول المدني الديمقراطي !!
لو أن هذا المشروع كان قد كُتب له النجاح لشهٍد السودان أعتى مذبحه تاريخيه في صفوف المناضلين ضد الدكتاتوريه والباحثين عن الحرية !! أما التيار الإسلامي فهو المقصود ( أصالةً ) بالإجتزاز والبتر من الجذور والتفتيت المُمعن والمحو الكُلي من ذاكرة تاريخ السودان ماكان ليتردد أصحاب الغزو في إصدار أوامر الإعدام شنقاً ورمياً بالرصاص لكل من يثبت علية الإنتماء لهذا التيار الإسلامي السياسي وإن كان المُنتمي طفلُ رضيع ،، وذلك لأسباب سأكتُبها في مقال آخر ( مُنفصل ) !!
ماحدث أن الجيش إستطاع أن يصد هذه الهجمه وإجهاض مشروعها ( المتين المنظم ) في بواكيره صبيحة الخامس عشر من إبريل بطريقه قد يراها البعض متأخره وبطيئه ولكنها الأمثل والأجمل والأكثر فاعليةً إن ( فًهمها ) القارئ ،، فالجيش إتخذ إستراتيجية( الدفاع ) في سبيل الحفاظ على المؤسسه العسكريه وإلتزم ثكناته بإعتبار أنها الحصن المتين ضد الإختراق والإحتلال إستناداً على تقديرات ( القوة والتكافؤ وفوارق السلاح والإنتشار ) مابين الجيش ومليشيا الدعم السريع ،،
الجيش إستطاع (تكسير ) المليشيا وهدمها وتحيد كثافة نيرانها وتشتيت قواها وضرب مراكز إمدادها وإضعاف تركبيتها التنظيميه بقتل قياداتها ،، الجيش الذي نراه اليوم يختلف تمامآ عن جيش ماقبل الحرب لأنه أصبح أقوى عدداً وعُدة وتماسكاً ،، لأنه خلال ثلاثة شهور إستطاع أن يتجدد ويبني نفسه ويحشد ويحتشد ويستنفر وينفُر بطريقة مذهله أعادة بناءه من جديد وتنظيف صفوفه وتنظيمها يحتشد في المناطق المحيطه بالعاصمه لايري سوى طريق النصر ولاينتظر إلا لحظة الإنطلاق بالشكل المطلوب !! تمترس الجيش داخل الدفاعات والحفاظ على مقاره العسكرية بدلاً من الإنتشار في الطُرقات فوت الفرصه لإلتفاف المليشيا وإحتلال المقار وتشتيته !!
لو أن الجيش إتخذ الهجوم وسيلة لخسر الجيش أفرادة ومقاره ولأصبح حالة أسوء من حال المليشيا الذي نراه اليوم !!
✍️تبيان توفيق الماحي أكد