السودان وسد النهضة.. قضايا مصيرية تتصدر أجندة مصر بقمة روسيا – أفريقيا
يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة الروسية – الأفريقية الثانية التي تستضيفها مدينة بطرسبرج الروسية، في الفترة من 27 إلى 28 يوليو الجاري، في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والدول الأفريقية، والارتقاء بها إلى مستوى جديد وهي الثانية من نوعها بعد قمة سوتشي الأخيرة في أكتوبر 2019.
وتشارك مصر في القمة ولديها عدد من الملفات المهمة التي تبحث لها عن حلول في مقدمتها عودة الهدوء والاستقرار في السودان وإنهاء الصراع داخل البلد العربي الشقيق الذي يمثل امتداداً لمصر وبوابة مهمة إلى داخل القارة الأفريقية.
ويتصدر ملف سد النهضة والتطورات الأخيرة عقب الزيارة التي قام بها آبي أحمد للقاهرة للمشاركة في قمة دول جوار السودان، وحديثه حول امكانية استئناف المفاوضات لإيجاد حل مرضي لجميع الأطراف خلال الأشهر المقبلة، حيث تبحث مصر عن إنهاء هذا الملف الممتد النقاش فيه منذ سنوات.
كما تحمل مصر ملفات أفريقية أخرى لا تزال عالقة وتبحث عن حلول مثل: ملف الديون التي تمثل تحديا كبيرا وعبئا اقتصاديا يكبل دول القارة، إضافة لملف ارتفاع معدلات الفقر وانتشار الأمراض والأوبئة والصراعات التي تهدد حياة ملايين المواطنين داخل القارة، وهذا يلقى بظلاله سلباً على معدلات التنمية في أفريقيا.
وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى مدينة سان بطرسبرج بروسيا الاتحادية، للمشاركة في فعاليات النسخة الثانية من القمة الأفريقية الروسية.
وصرح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن القمة الأفريقية الروسية تم تدشينها عام 2019 تحت الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، حيث عقدت دورتها الأولى في سوتشي تحت الرئاسة المصرية الروسية المشتركة، وذلك بهدف دعم وتعميق العلاقات المتميزة والتاريخية بين القارة الأفريقية وروسيا، بالإضافة إلى تعزيز التشاور بين الجانبين حول كيفية التصدي للتحديات المشتركة، أخذاً في الاعتبار أن القمة الثانية هذا العام ستتضمن عقد جلستين عامتين وسيصدر عنها إعلان ختامي، كما سيعقد على هامش القمة عدد من الفعاليات الاقتصادية والتجارية والثقافية، أبرزها المنتدى الاقتصادي والإنساني.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المقرر أن تشهد الزيارة أيضاً لقاء السيد الرئيس مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، وذلك في إطار الروابط الوثيقة التي تجمع بين مصر وروسيا، وحرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك .
في هذا الصدد قال تيمور دويدار، رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية بموسكو – روسيا الاتحادية، إن القمة الافريقية الروسية هي قمة في غاية الأهمية نظراً لأن روسيا حديثة نوعاً ما في القارة الافريقية فإنه بالنظر قليلاً إلى التاريخ خاصة الوجود الروسي في إفريقيا فسنجد أنه كان من ستينيات القرن الماضي حيث كان يدعم الاتحاد السوفيتي الكثير من الدول في البحث عن استقلالها سياسياً واقتصادياً وبعض الدول عسكرياً وامتد ذلك إلى عام 1985، وبدأ التأثير السوڤيتي ينخفض في القارة وفي عام 1991 بدأ الانقلاب في الاتحاد السوڤيتي وأختفت روسيا لمدة 30 عاماً عن المنطقة، و الان روسيا الاتحادية حديثة في القارة الافريقية ، مشيراً إلى أن القارة الافريقية هي قارة مهمة للجميع باعتبارها الوحيدة في العالم التي تظهر أعلى نمو ديناميكي اقتصادي ولديها أراضي خصبة عديدة والكثير من الامكانيات.
وأضاف رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية بموسكو خلال تصريحات خاصة لـ”صدى البلد” أن الافارقة في نفس الوقت يميلون إلى روسيا لأنها من الدول الشمالية ، والوحيدة التي لم تتوغل في افريقيا “استعمارياً ” ، فضلاً عن أن روسيا تقدم للعالم بأكمله فكرة “المساواة وبناء المصالح دون الهيمنة ” ، وهناك رؤى مشتركة وتبادل منفعة مع احترام المصالح.
واستكمل : هذا المنتدى سياسي ثم اقتصادي ، و في ظل الظروف الحالية والتغيرات في السياسة الدولية يجب أن يتم توصيل الرسالة الروسية لقادة الجنوب ومحاولة العمل على جذب الأنظار إلى السياسة المقترحة من قبل روسيا ” سياسة المساواة وتعدد الأقطاب في اتخاذ القرار في ادارة العالم الجديد ” ، موضحاً أنه على المستوى الاقتصادي روسيا تقوم بتقديم حلول في قطاع التكنولوجيا والطاقة ، في التعدين ، التعليم ، الطب ، الشق الأمني والعسكري ، والبنية التحتية ، حيث سيتم تبادل الاراء ومناقشة مواضيع تخص القطاع اللوجستي في ظل الظروف الراهنة ، فضلاً عن ملف الامن الغذائي ، لافتاً إلى أن روسيا تقول وتؤكد على إنها تستطيع أن توفر أغلب احتياجات دول الجنوب من الحبوب وتوصيلها إلى من يطلبها في ظل المشاكل التي حدثت بشأن اتفاقية “تصدير الحبوب عبر البحر الاسود”.
وأردف: بالنسبة لدول الجنوب فهناك فرص ذهبية بعد انسحاب الشركات الغربية من سوق روسيا الاتحادية ، فقد فتحت روسيا الباب لدخول شركات من دول الجنوب في كافة المجالات التجارية والاقتصادية والخدمات الطبية والغذائية، كل ذلك أصبح متاح الان بعد أن كان أمر صعب نظراً لتكدس السوق الروسي بالمنتجات الغربية ، مؤكداً ان السوق الروسي يتعطش لكل ماهو جديد ، والمستهلك الروسي يتقبل أي من المأكولات والملابس والسيارات لأنه يملك الثقافة الاستهلاكية.
وأشار: بالنسبة لأزمة السودان فدول الحوار يقومون بالدور الرائد ، وروسيا تتخذ موقف مراقب في ذلك مثل قضية سد النهضة كذلك ، أما فيما يخص أزمة الديون فقال تيمور دويدار أن روسيا تسقط ديون دول عديدة وسوف نشاهد ربما إسقاط ديون بعض الدول لتنشيط التعاون التجاري المتبادل.
قال رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية بموسكو، إن مشاركة مصر في هذا المنتدى أمر مهم ، حيث إن مصر من الدول المهمة والرائدة في تطوير البنية التحتية والمشروعات الكبيرة في الموانئ لمصرية ، وبالتالي هي لاتغفل عن أعين المستثمرين الروس الذين يتعطشون الان إلى أماكن جديدة غير الغربية للاستثمارات المتبادلة والمشروعات المشتركة.
وأكد : نحن في انتظار بشغف الشركات المصرية في قطاع الإلكترونيات والاجهزة الكهربائية وقطاع غيار السيارات والمقاولات والمباني والأكلات السريعة المصرية وكافة القطاعات المجال بها مفتوح ، وإقامة البيزنس في روسيا أمر يسير .
وأشار تيمور دويدار رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية بموسكو ، أنه يقوم شخصياً بتوطيد التجارة والبيزنس بين مصر وروسيا، والدول العربية وروسيا ، ومحاولة تنشيط ذلك، لأن ما يسفر عن العلاقات المتنامية السياسية والاقتصادية بين الدول تجر ورائها قطاعات مختلفة من المنتجين والتجار المحليين لتنشيط التبادل التجاري ، مشيراً إلى انه على مدار عقود من السنين كان مديراً لمثل هذه المشروعات التي كانت معظمها غربية باستثمارات غربية وروسية غربية مشتركة ، والعالم يتغير الان.
واختتم رئيس وكالة تنمية التجارة الدولية بموسكو : أرسل لكم رسالة تحية من روسيا ، ونتمنى أن لا تؤثر المشاكل القائمة التي تخص الأمن الغذائي على السياسة داخلياً او على المواطنين.
من جانبه قال الدكتور مسلم شعيتو، رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، إن القمة الافريقية الروسية هي قمة في غاية الاهمية حيث إنها القمة الثانية والتي تأتي في ظروف تحاول فيه الدول الغربية أن تفرض حصاراً اقتصاديا وعسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً، ولكن بالرغم من هذه الضغوطات يحضر القمة 49 دولة افريقية من اصل 54، وسيتواجد ما يقارب من 32 رئيس دولة ورئيس وزراء وهذا في حدا ذاته نجاح كبير لهذه القمة .
وأضاف رئيس المركز الثقافي الروسي العربي، أن روسيا أن افريقيا يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية ، وترى روسيا إذا ما اعيد رأس المال المسروق من افريقيا ستكون دول هذه القارة من الدول الناتجة اقتصادياً ولها قوى شرائية تفوق أوروبا ، مشيراً إلى إنها قارة شابة واعدة ومناخها يتيح إطعام كل البشرية ليس كما يدعى البعض بأنها فقيرة وبحاجة لمساعدات انسانية
وأشار إلى أهمية المشروعات التي قامت بها روسيا في مصر مثل السد العالي سابقاً، ومشروع الضبعة حالياً ، وأكد أن روسيا تتطمح لاعادة بناء بناء محطات نووية أخرى في الدول الافريقية .
وواصل حديثه وقال : تسعى روسيا بالحوار إلى حل المسائل والصراعات القائمة مثل مسألة سد النهضة في اثيوبيا ، فضلاً عن الملف الليبي ودول افريقيا تحديداً، بالإضافة إلى أزمة السودان حالياً.
“صدى البلد”