المزايدات الفارغة باسم ثورة ديسمبر هي العائق الأساسي أمام أي وفاق وطني في السودان
لقد ظلت المزايدات الفارغة باسم ثورة ديسمبر هي العائق الأساسي أمام أي وفاق وطني طوال الفترة الماضية. الاتفاق الإطاري الأخير والذي تفجرت بعده الحرب كان يحصر الحل ضمن قوى سياسية معينة تم تحديدها بشكل اعتباطي لا يخضع لأي معيار سوى الاستهبال السياسي.
قوى سمت نفسها بالقوى الديمقراطية وتحالفت مع قائد قوات الدعم السريع وعملت على فرض الاتفاق الإطاري على الجيش أولاً ومن بعد ذلك على كل الشعب السوداني، والنتيجة الطبيعية لذلك كانت هي الحرب.
إذ كانت المليشيا وحلفاءها يخططون لتفكيك الجيش وتمكين المليشيا وبشكل علني مكشوف ففشل الاتفاق الإطاري وذهبنا للخطة ب وهي الانقلاب والاستيلاء على السلطة بواسطة نفس التحالف. وها هي الحرب يُراد تصويرها على أنها امتداد للثورة؛ الدعم السريع يحارب جيش الفلول، ويحارب الفلول أيضاً؛ هذه الاسطوانة ترددها المليشيا وترددها أحزاب قحت وكثير من الجبناء ممن يدعون الحياد ورفض الحرب،
ولكن كلهم يتفقون في الرواية نفسها: “الدعم السريع يحارب الفلول”. والحقيقة هي أن الدعم السريع يحارب الجيش ويحارب الشعب السوداني بمختلف فئاته ومكوناته،
الدعم السريع يحارب الدولة والدولة بشعبها ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش تدافع عن نفسها ضد الحرب البربرية للمليشيا التي لم تميز بين منشأة مدنية أو بنك أو منزل سكني أو مال عام أو خاص وتدمر كل شيء.
هذه الحرب بكل جرائمها يُراد اختزالها في معركة سياسية من أجل الديمقراطية وتصويرها كإمتداد للثورة ضد نظام الإنقاذ.
حليم عباس