عصابات الدعم السريع تهرب من العاصمة إلي غرب السودان
بارا .. مدينة الوداعة .. ومقبرة المليشيا*
• ماحدث ويحدث داخل مدينة بارا التاريخية والقري والفرقان المحيطة بها ، مايحدث هناك يقف شاهداً علي تاريخ مدينة تجمع بين جمال الطبيعة وطيبة الإنسان ووداعة (الناس) البسطاء .. وفي ذات الوقت جسارة رجالها ..شيبها وشبابها وصغارها الذين ورثوا عن أجدادهم الكرم والفراسة والشجاعة وقصص البطولة النادرة ..
• الضربات الساحقة والقاضية التي تتلقاها مليشيا التمردفي مدينة أم درمان أجبرت عصابات الدعم السريع علي الهرب إلي غرب السودان عن طريق الخرطوم بارا ..
• ولأن أهل بارا طيبون كالعهد بهم فقد نصبوا خيام الكرم والضيافة لعون الفارين والقادمين من جحيم حرب الخرطوم .. وفي مقدمة الفارين جنود التمرد المذعورين والمنهكين جوعاً وخوفاً ..
• كرم ضيافة أهل بارا لم يستثن أحداً ..
• فتح أهل بارا أبواب ومخازن ومرافق مدينتهم للعابرين ..تزوّد بعضهم بالوقود .. وبعضهم بالكلمة الطيبة والعلاج .. وكثيرون أخذوا قسطاً من الراحة تحت ظلال أشجار بارا الوريفة ..
• ولأن مليشيا الدعم السريع ترافقها صفات اللؤم وعض اليد التي تمتد إليهم بالإحسان ، فقد عادوا لخسّتهم ووضاعتهم ..استباحوا مدينة بارا ..نهبوا البنوك ..روعوا المواطنين العزّل الأبرياء ..هتكوا ستر وحرم حرائر بارا ..
• نهبوا البنوك عن آخرها ..حملوا الأثاثات ومولدات الكهرباء ومن طرف السوق أجبروا صغار الباعة وضعاف التجار علي تسليم مابأيديهم ..رزق اليوم والموبايلات ..
• ولأن تمرد المليشيا علي الشعب السوداني يحمل في طيات شره خيراً كثيراً ، فقد تلقت مجموعة من شتات الحرية والتغيير ودعاة لا للحرب بالمدينة درساً قاسياً حيث كانوا في مقدمة من تم نهب عرباتهم وممتلكاتهم ..
• ولأن غضبة الحليم والكريم تكون صاعقة وحاسمة ، أدرك أهل بارا أن عليهم قراءة قول شاعرهم بعينٍ أخري .. ( إن أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيمَ تمرّدا )..
• عادت مليشيا الدعم السريع مرة أخري إلي داخل مدينة بارا لتستكمل ماتبقي من عمليات النهب والسلب والترويع .. هذه المرّة استقبلهم شباب بارا بطريقة مختلفة ..فارت دماء الغضب في دواخل شباب بارا قبل شيوخها .. هذه المرة خرجت مدينة بارا عن بكرة أبيها ووقفت في جسارة استدعت كل تاريخ مقاومة الأوباش والغزاة وأشباه الرجال ..
• طردت بارا مليشيا التمرد والتي خرجت مذعورة مما رأت ووجدت مالم تكن تتوقع ..
• أغلق أهل بارا طريق الخرطوم بارا .. وتعاهدوا ألا تعبر مليشيا التمرد عبر ديارهم الطاهرة ..
• هذه هي بارا التي لايعرفها الذين سقطوا سهواً من ذاكرة التاريخ وعاديات الأيام ..
عبد الماجد عبد الحميد