منوعات

زينب المهدي: هل أنا أصلاً حية أم قتلتني الأقدام الهمجية، في ذلك السبت الذي لم يعقبه أحد

(١)
البيت.
لمن اتزوجنا، الواثق وأنا في 96 سكننا في بيت ودنوباوي وهو بيت لم اسكنه في طفولتي لكني ألفته عشان كنا بنمشي لي امي شامة هناك، ياها بيوت أهلنا .. قعدنا شهور قبل ما نرحل لي شقة في الدور الأول في بيت ناس الواثق. البيوت ما حيطان لكنها أماكن بتتراكم فيها الذكريات وتعاقب الناس عبر السنين، مهما اتغيرت واتبدلوا السكان يظل كل شي محفوظ في روح المكان، بيتي وبيت ناس كتار ينبض قلبه ويحيا بروحه.

(٢)
روحه عندي في السبعة وعشرين سنة العشتها فيه أراه كما كان وكما هو وكما سيكون، سوره سياج حديدي قصير لا يحجب الجنينة أو سور عالي بفتحاته المستطيلة والبوابة الخشبية المظللة -كمان قلت في خاطري ح أغير الباب دة وشفته في خيالي- ممر البلاط البين جنينتين ثم ممر حجري ثم تراكوتا حمراء ، مستويات مختلفة ثم نفس المستوى، باب الالمونيوم والقزاز الغيرته لي باب خشبي عملوه لي في مصنع في ام درمان ، الأرضيات والطوب السدابة والخشب، وما زلت أرى كيف كانت وكيف بقت وكل مكان قعدت فيه مع الحاجة ست البيت ومحل اكلنا ملاح قرع ومحل اتونسنا في المصطبة والنور قاطع والضيوف والاهل والحبان والجيران وعلى مر السنين وناس الاجتماعات والاصحاب والصاحبات والضحكات وحكاوينا ومشاكلنا وزعلنا وفرحنا والفوضى العارمة والأمان .. الأمان البحسو لمن أجر الغطا بالليل، في بيتي.
(٣)
أنا الخلّاني اتصور سلفي شنو مع شجرة البامبو؟!
البامبو اللمن دخلت البيت دة لقيتو وقلعتو تلاتة مرات وآخر حاجة زرعتو في المكان دة، جنوب غرب الجنينة .. وصمد، وازدهر.
يا ربي قاعد ، ولا راح.
يا ربي ناسي ولا ذاكر؟!
وهل أنا أصلاً حية أم قتلتني الأقدام الهمجية، في ذلك السبت الذي لم يعقبه أحد، ولا أحد.
#لا_للحرب
#لازم_تقيف
#أرضاًسلاح
زينب الصادق المهدي