هالاند ومبابي وبلينغهام وفينيسيوس أقرب المرشحين للفوز بالكرة الذهبية
يبدو أننا نقترب من تغييرات كبيرة في الصفوف الأولى لحرس المستطيل الأخضر في عالم كرة القدم للرجال. فـ كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، اللذان احتكرا جائزة الكرة الذهبية تقريبا في السنوات الـ 15 الماضية، سوف يلعبان لصالح أندية في الدوري السعودي والدوري الأمريكي على الترتيب في الموسم المقبل. كما سار الفرنسي كريم بنزيمة، الحائز على جائزة أفضل لاعب في العالم عام 2022، على خطى رونالدو بالانتقال إلى الدوري السعودي في حين يقترب لوكا مودريتش، الحائز على الكرة الذهبية أيضا في الفترة الأخيرة، من نهاية مسيرته الكروية المتألقة رغم إشارة تقارير إلى موافقته على البقاء في صفوف ريال مدريد الإسباني الموسم المقبل رغم بلوغه 37 سنة.
وترجح التوقعات المنتشرة على نطاق واسع أن يفوز ميسي بجائزة الكرة الذهبية لعام 2023 بعد أن قاد الأرجنتين إلى أن تتوج ملكة على عرش كرة القدم بعد فوزها بكأس العالم لأول مرة منذ عام 1986، لكن السؤال الملح الآن هو من سيفوز باللقب في عام 2024؟، وهو ما تحاول بي بي سي رياضة أن تسلط الضوء عليه فيما يلي. كان بيلينغهام أحد أفضل اللاعبين أداءً في كأس العالم العام الماضي في قطر، وأصبح ثالث أغلى لاعب شاب في التاريخ – وثاني أغلى لاعب إنجليزي على الإطلاق – عندما انضم إلى ريال مدريد مقابل 103 ملايين يورو.
ورغم أنه لم يتمكن من قيادة ناديه في الدوري الألماني إلى الفوز بلقب الدوري للمرة الأولى منذ 11 عامًا، تفوق في موسمه الأخير في ألمانيا وسجل اسمه في تاريخ كرة القدم عندما أصبح أصغر قائد للنادي وهو لا يزال في التاسعة عشرة من عمره. وسجل بيلينغهام، الذي غادر برمنغهام سيتي إلى بروسيا دورتموند الألماني مقابل 25 مليون إسترليني في 2020، 14 هدفا وصنع سبعة آخرين من تمريرات حاسمة في 42 مباراة في موسم 2022-23. وبعد أن رفض الانضمام إلى عدد من الأندية الكبرى في أوروبا، اختار اللاعب الإنجليزي الانضمام إلى النادي الإسباني الحاصل على لقب دوري الأبطال أربع عشرة مرة. ويتطلع لاعب الوسط الإنجليزي إلى الاستمرار في مسيرته المهنية الرائعة في العاصمة الإسبانية. ربما يكون إرلينغ هالاند، أول لاعب يفوز بجائزتي أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأفضل لاعب شاب في الموسم نفسه، هو الوريث الأكثر تهديفا لرونالدو وميسي في الحصول على لقب أفضل لاعب في العالم.
ومنذ أول ظهور له في الدوري الإنجليزي، كسر اللاعب النرويجي عددا من الأرقام القياسية، إذ حطم رصيده الذي بلغ 36 هدفا الأرقام القياسية لآلان شيرار وآندي كول (34 هدفا) التي لم يتمكن أحد من المساس بها لحوالي ثلاثة عقود من الزمن. وأنهى هالاند، 22 سنة، هذا الموسم بتسجيل 52 هدفا في 53 مباراة، مما يجعله ثاني لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي – والأول منذ 95 سنة – الذي يسجل أكثر من 50 هدفا في جميع المسابقات في موسم واحد. ويبلغ رصيد اللاعب 229 هدفا سجلها على مدار في مسيرته مع النادي والمنتخب، وهو ما يجعله مؤهلا لتحطيم رقم رونالدو القياسي البالغ 837 هدفا على مدار مسيرته المهنية في الملاعب. بعد هزيمة ليفربول على يد ريال مدريد في دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا في مارس / آذار الماضي، وصف المدرب كارلو أنشيلوتي فينيسيوس جونيور بأنه “اللاعب الأكثر حسما على مستوى العالم – الشخص الذي لديه القدرة على أن يحسم المباريات بأداء لا يتراجع”. وسجل البرازيلي، الذي أرهب دفاع مانشستر سيتي بسرعته ومراوغته في نصف نهائي في موسم 2021-22 من بطولة دوري أوبطال أوروبا قبل أن يسجل هدف الفوز في نفس المباراة أمام الفريق الإنجليزي، 23 هدفا وصنع 21 هدفا أخرى من تمريرات حاسمة في جميع المسابقات في موسم 22-23 – كما يحتل المركز الثالث من حيث عدد الأهداف في جميع الدوريات الأوروبية الممتازة بعد هالاند وكيليان مبابي.
واستهدف فينيسيوس بإساءات عنصرية في عدة مناسبات الموسم الماضي، لكن حادثة واحدة من هذا النوع وقعت أثناء مباراة بين ريال مدريد وفالنسيا كانت وراء موجة من الغضب في إسبانيا والبرازيل على حدٍ سواءٍ. وعوقب سبعة أشخاص في وقت لاحق بسبب ممارسات العنصرية التي ظهرت في تلك المباراة، كما فرضت عقوبات على نادي فالنسيا تضمنت إغلاقا جزئيا للملعب. وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رسميا الاستعانة بفينيسيوس ليكون عضوا في فريق عمل جديد لمناهضة العنصرية. أحرز اللاعب الفرنسي، المعروف بغزارة التهديف، 212 هدفا وصنع 98 هدفا آخر من تمريرات حاسمة في 260 مباراة منذ انضمامه إلى باريس سان جيرمان الذي انتقل إليه من موناكو في 2017، كما كان له دور كبير في حصول النادي المملوك لقطر على 13 لقبا منذ انتقاله إلى إليه. وكان مبابي أيضا من أهم المساهمين الأساسيين في فوز فرنسا بكأس العالم 2018، إذ سجل 38 هدفا في 88 مباراة مع المنتخب الوطني الفرنسي. بذلك، احتل اللاعب المركز الخامس في قائمة الهدافين الوطنيين على الإطلاق بفارق 15 هدفا عن حامل الرقم القياسي الحالي أوليفييه جيرو.
وحُرم مبابي من الحصول مع فريق بلاده الوطني على كأس العالم لمرتين على التوالي بسبب فوز الأرجنتين الذي قادها الملهم ليونيل ميسي، وذلك على الرغم من تحقيق اللاعب الفرنسي رقما قياسيا عندما سجل أول هاتريك في نهائي مسابقة كأس العالم منذ تسجيل اللاعب الإنجليزي جيف هيرست هاتريك في نهائي كأس العالم 1966. وبعد أن أبلغ اللاعب نادي باريس سان جيرمان بأنه لن يجدد عقده بعد 2024، يرجح أن يتلقى اللاعب الكثير من العروض من أندية كبرى إذا قرر بطل فرنسا بيعه. رغم أن نيمار، 31 سنة، قد لا يكون طفل أوروبا المدلل الجديد الذي يفوز بالكرة الذهبية في عام 2024، تظل مكانة المهاجم البرازيلي كواحد من أكبر نجوم اللعبة من الحقائق غير القابلة للنقاش. وسجل نيمار 35 هدفا في جميع المسابقات الموسم الماضي رغم غيابه عن الملاعب في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الموسم بسبب إصابة في الكاحل. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تمكن نيمار من الوصول إلى الرقم القياسي المسجل باسم النجم الراحل بيليه في التهديف للرجال وهو 77 هدفا للبرازيل بهدفه في ربع نهائي كأس العالم في مرمى كرواتيا.
“بي بي سي عربي”