عبداللطيف كبير: مكانك قف .. فلست منهم ..!!
وحدها القوات المسلحة من تربي أبنائها علي بذل الروح رخيصة لوجه الله والوطن ومن عرينها يتمردون ليوثا علي شح النفس وهواها المطاع .. يصطفون كالبنيان المرصوص ملل ونحل وثقافات وأمزجة من كل ربوع السودان صاغتها العسكرية بأدب الزمالة والبوت والميري يرتفع من حناجرهم النداء بصوت واحد قسما لرب السماء بعبارات تقشعر لها الأبدان :
*(أقسم بالله العظيم أن أنذر حياتي لله والوطن وخدمة الشعب في صدق وأمانة وأن أكرس وقتي وطاقتي لتنفيذ الواجبات الملقاة علي عاتقي بموجب الدستور وقانون القوات المسلحة أو أي لوائح سارية المفعول وأن أنفذ أي أمر مشروع يصدر إلي من ضابطي الأعلي برا او بحرا او جوا حتي ولو ادي ذلك الي التضحية بحياتي) .*
وفي سبيل هذا القسم يمضون زرافات ووحدانا كالعقد النضيد لا ينكصون العهد ولايستبدلون الميثاق يتزاحمون بالأكتاف في ميدان سقف البذل والعطاء فيه الدماء والمهج والأرواح… فأين أنت منهم *أيها السفيان ..!!*
يتكئون علي أسنة
الرماح والبنادق شما رافعي الجباه حتي لا تنتكس راية الوطن ..لا يعرفون التخاذل ولا الخذلان ..
ولا يفعل ذلك الأمر إلا من تقاصرت به نفسه الأمارة بالسوء فركن إلي دعاة التمرد الذين غررو به وأغروه بزخرف القول ومبذول العطايا ليعوي لهم كالكلب عند صاحب القطيع .. فخلع بردة الشرف وصار منبتا منقطع السبيل لاظهرا أبقي ولا أرضا قطع .. القوات المسلحة منه براء وشرف الجندية منه براء ..
لا أدري من أي طينة انت?!
وبآي ألاء تسب الوطن بجيشه العظيم …
لا أظن أنك قطعت النهارات في عرين الابطال وسط تلك الدفعة التي تدعي إنتمائك اليها وقوفا في أرض التمام وما أدراك ما أرض التمام وقبالتها نقطة العين في لوحة الشهيد عوض الكريم ..!!
ولا أظن أن هذه الحنجرة التي تتمشدق لتلعن هذه المؤسسة وقادتها وتتوعدها بالثبور وعظائم الامور قد إرتفعت عقيرتها يوما هناك تهتف بالشعار :
*الواااجب*
*الشرررررف*
*الوطن*
يقيني ولا حتي أذنيك ماأستمعت لتك النداءات ولا تعفرت رجليك بالغبار في ميدان عبدالله شرف الدين بين علماء الشمس وأساطين الضبط والربط ولا صحبت الذاهبين الي كوكب القمر يوما عبر تبة العذاب..!!
ولاتوقفت يوما بأمر (السينير) عند المحطة (واحد وعشرين والعدد فوق) … ولا ناجاك (الدقيل) يوما عند حديث الأربعاء ..?!!
ولا أكتحلت عيناك بمنظر النهر يمضي في رحلته الخالدة فيمر بهاتيك البقاع ويقريها السلام ملوحا لمن يتقافزون من بين الاشجار السامقات ..
ولا أظنك كنت من الحاضرين لتستمع للكلمات الدروس والعبر والنداء صداه يملاء الآفاق والفضاءات .. من محمد وقيع الله صالح ولا شنتو علي قطية و عبدالكريم عبدالفراج ومالك اللازم ازرق والمرعب أبوالجاز وحولي وعبدالباقي اب راس وحمزة الفوكس ونصرالله وبرهان وبرقد وبيلو وحسن خلف الله وعبدالرحمن صلبة وحسين كتلة وعبدالله جبرالدار والسر وموسي بشير وكمال كيس وود الشيطان وبقية العقد الفريد .. ماتفرست في وجوههم التي حفرتها التجارب ووقار السنين وتمعنت في تلك القسمات لتدرك معاني الوطنية وقومية هذا الجيش وجغرافية وتأريخ السودان في ملامح ومعادن الرجال ولاأمعنت النظر بصرا وبصيرة لعبدالبين صبير طمبل وهو ينثر الدرر لتدرك الفرق في الجندية بين الفعل المباح و ( الشينفولتي) لترفع أنفك ووجهك ليعانق السماء بدلا من أن يغطس في مستنقع الوحل الآسن بساقط الفعل والمقال ..
أنت لا تنتمي لفرسان ذلك العرين مصنع الرجال ولا جدال وسلكت طريقا تنكبته فبئس المآل ..
*قف مكانك..*
*فلست منهم..*
*آي عار تدثرته فحجب عنك تلك المهابة و ذياك الجلال..?!!*
لا أظنك في التأريخ سمعت بالشهيد العقيد محجوب أحمد موسي صاحب الإشارة التي سارت بذكرها الركبان *(خنادقنا مقابرنا)* ولا أظنك تعلم شيئا عن سادن القوات الجوية مختار محمدين ومرعب المدفعية خميس إنجليز سبولي وصاحب الصيحة الشهيرة ( جيييش) وفارس الجبال الجنرال بكري عمر الخليفة وعبدالمنعم شطة بمقولته الخالدة (بطن كراعنا دي ما بشوفا راجل) وصدق حتي أسلم الروح .. والشهيد أحمد الشيخ أبوشلوق الذي نظم عشقه وترجم أشواقه شعرا وغرد مسافرا إلي حيث الرفاق :
عشقي لفيلق مظلي
أوكتيبة مدفعية
عشقي لهاوزر معدل بيمينو الدانة حية
عشقي لكل جندي صامد
وخاتي قدامي القضية
عرقو ينزف ودمو سايل
بعزيمتو يساوي مية
وعشقي للجندي المرابط
فوق تراب عزة الأبية
وعشقي للجيش شايل جلالة بحماس فوق للثريا ..
*فأين أنت من هذا العشق الخرافي ..?*
وعلي ذات الطريق مضي كمبو و عقرب وحمودة دلمان
فرسان وفرسان جنودا وقادة .. مضوا جهرا في رابعة النهار حتي أخر الصاعدين علي ثري الخرطوم وبحري وأمدرمان ..
*سيبقي شرف الكاكي مضرجا بدماء الصادقين وإن مرغه المتخاذلين أمثالك بالتراب ..*
لامكان لك بين الرجال والأبطال فجيش السودان لايأوي إليه الخونة والمأجورين أبدا .. ومن باع الوطن وأختار هذا الطريق يكفيه بؤسا أن يمضي في غياهب العمالة والإرتزاق ولا بواكي عليه ..
سيبقي شرف الجندية يبرق بالعز ويسطع في جوف الزمان جيشا يمشي في عين الخوف ولا ينحني للعاصفة في الزمن العصيب ..
ويشع في الآفاق بذلا وعطاء .. تضحية وفداء وسيظل أعداء الوطن أمثالك يمشون في الأرض مكرا وخديعة وهو لهم بالمرصاد ..
*ولا نامت أعين الجبناء ..*
*عبداللطيف كبير .. الثلاثاء27 يونيو 2023م*