رأي ومقالاتمدارات

من يقود حملة التشكيك ضد البرهان قائد الجيش السوداني ولماذا؟

ظهرت حملات منظمة ومتزامنة وليست من جهة واحدة عبر كتابات منتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي تشكك في طريقة إدارة قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” للمعركة ضد قوات الدعم السريع، وتطالب بعزله أو تغييره أو الانقلاب عليه. من يقوم بهذه الحملة ولماذا؟ هذا ما سنتعرف عليه.

أولاً: مجموعات من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني “كيزان”، وذلك عبر الواجهات الإعلامية التي تتبع لهم من مواقع إلكترونية أو كتاب وصحفيين يمتلكون متابعات عالية في صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وليس الظاهر من خلال حملتهم المطالبة بعزل البرهان والتشكيك في طريقة قيادته للمعركة، وإنما رغبتهم في استفزاز وحث القائد العام للقوات المسلحة السودانية على استخدام القوة الغاشمة لإنهاء التمرد، والتي أشار إليها في حديث سابق، ولأن “حميدتي” قائد الدعم السريع يقف حجر عثرة لمخططات كثيرة تدور بمخيلتهم، فمن مصلحتهم القضاء عليه بأسرع وقت وعدم إطالة أمد الحرب.

ثانياً: مجموعات الحرية والتغيير “الإطاري”، وهؤلاء غرضهم من خلال الخوض في الحملة هو إضعاف شعبية البرهان التي حصل عليها منذ بداية الحرب، وإنهاء حالة التعاطف التي حدثت معه عقب هجوم قوات الدعم السريع على مقر إقامته، وبالتالي فهم يحسبون بأن أي تغيير في القيادة العليا للجيش يعني سيادة الروح الانهزامية واقتراب النصر لحليفهم “دقلو” في العملية السياسية.

ثالثاً: مجموعات تتبع لغرف الدعم السريع الإعلامية، وهؤلاء هدفهم التشكيك المباشرة في مدى أهلية البرهان للبقاء على هرم قيادة الجيش السوداني، مع إظهاره أمام شعبه بمظهر القائد المنكسر والمحطم والذي يخسر معركة تلو الأخرى، ويتزامن ذلك مع الآلة الإعلامية القوية التي تبرز بأن الدعم السريع متقدم في عدد من محاور العمليات العسكرية.

رابعاً: مجموعات وطنية لا تنتمي لجهة محددة، وهؤلاء يئسوا من اقتراب الانتصار الذي كانت تبشر به آلة الجيش الإعلامية ولم يأتي، وأصبح أملهم واعتقادهم بأنه إذا كان هنالك قائد جديد للجيش السوداني فهو يستطيع تحقيق الانتصار ويدير المعركة بطريقة مختلفة. وهذه المجموعة ممن دعموا القوات المسلحة منذ بداية الحرب على حساب خسارة ممتلكاتهم وحتى أرواحهم، ولم تكن النتائج بحسب توقعاتهم.

وبين أهداف هذه المجموعات من خلال الحملة الإعلامية ضد “البرهان” يبقى الواقع بأن العمليات العسكرية تسير دون تغيير يذكر، ودون رد فعل مباشر من القوات المسلحة السودانية تجاه هذه الحملات، فخلف غرف إدارة الحرب والعمليات أسرار مهما اجتهد المحللون والإعلام لن يستطيع كشف خباياها.

أحمد إبراهيم – “ود سنجة”
كوش نيوز