الأخبار

اتهام روسي لأوكرانيا بقصف جسر بين القرم وخيرسون وزيلينسكي: موسكو تحضر لهجوم يتضمن تسرب إشعاعات نووية

قال مسؤولون عينتهم روسيا في منطقتي خيرسون والقرم إن القوات الأوكرانية شنت هجوما صاروخيا على جسر “تشونغارسكي” الذي يربط بين خيرسون في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، في حين اتهمت “فاغنر” موسكو بتضليل مواطنيها بشأن هجوم كييف المضاد.

وذكرت لجنة التحقيق الروسية بشأن الحادث أن القوات الأوكرانية أطلقت 4 صواريخ على جسر تشونغارسكي بين خيرسون والقرم، وبالمقابل لم يصدر أي تعليق فوري من كييف التي تقول إنها تريد استرداد القرم وطرد كل القوات الروسية من أراضيها.

وقال فلاديمير سالدو، حاكم خيرسون الذي عينته روسيا، إن من المرجح أن يكون الجسر قد تعرض لهجوم بصواريخ ستورم شادو التي حصلت عليها أوكرانيا من بريطانيا، لكن تم تحويل حركة المرور إلى طريق مختلف، في حين لم ترد أنباء عن خسائر بشرية.

وأضاف “سنواصل الرد على كل خطوة للعدو. لا يزال طريق واصل بين منطقة خيرسون والقرم يعمل، نظمنا طريقا احتياطيا مؤقتا لمرور السيارات”.

وأظهرت صورة نشرها على تطبيق تليغرام فجوة كبيرة في سطح السد بدت المياه ظاهرة أسفلها، في حين تناثر الحطام في المكان.

وبدوره، قال الحاكم الروسي للقرم سيرغي إكسيونوف “خلال الليل أصابت ضربة جسر تشونغارسكي ولم تسفر عن سقوط ضحايا”، مضيفا أن السلطات تجري مسحا للأضرار.

وناشد إكسيونوف السكان التحلي بالهدوء، وقال إن خبراء يفحصون الموقع لتحديد متى يمكن استئناف المرور على الجسر.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن مسؤول بوزارة النقل معين من قبل روسيا في القرم قوله إن إصلاح جسر تشونغارسكي سيستغرق عدة أسابيع.
تشونغارسكي.. بوابة القرم
يعدّ جسر تشونغارسكي من أهم الطرق لنقل المعدات والآليات من شبه جزيرة القرم إلى منطقة زاباروجيا بالجنوب، كما أنه يربط القرم بريف منطقة خيرسون، ويتألف من جسر للسكك الحديد، وسد عبر خليج سيفاش، وجسر للسيارات على الطريق السريع.

ويعرف الجسر باسم “بوابة القرم”، وهو واحد من عدة جسور تربط شبه جزيرة القرم -التي ضمتها روسيا في عام 2014 من أوكرانيا- بالبر الرئيسي.

ويقع على طريق يستخدمه الجيش الروسي للانتقال بين القرم ومناطق أخرى يسيطر عليها في أوكرانيا.
كما يعدّ الجسر أول مشروع واسع النطاق لتحسين البنية التحتية للنقل في القرم، وقد شُيّد في بداية القرن الـ19، وحافظ على مكانته الإستراتيجية.
روسيا: أوكرانيا تقلص العمليات وتستجمع قواها
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الخميس إن القوات الأوكرانية قلصت عملياتها على خط المواجهة وتعيد تجميع صفوفها، لكن لا يزال بإمكانها تنفيذ أعمال هجومية.

وأضاف شويغو في تصريحات نقلتها وكالات أنباء روسية “بعد شنه أعمالا عدائية نشطة خلال الأيام الـ16 الماضية وتكبده خسائر كبيرة، قلص العدو نشاطه وهو يعيد تجميع صفوفه حاليا”.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله إن 1336 جنديا في المتوسط يوقعون عقودا للانضمام إلى الجيش يوميا، وإن موسكو لا ترى حاجة لتجنيد مزيد من المتطوعين من أجل ما تصفها بأنها “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا.

وفي ما يتعلق بالهجوم الأوكراني المضاد، نقلت تقارير عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القول أمس الأربعاء إن التقدم في الهجوم المضاد الأوكراني على القوات الروسية “أبطأ مما هو مرغوب فيه”، لكن كييف لن تسمح بالضغوط للتسريع.

زيلينسكي يتهم روسيا بالتحضير لمهاجمة زاباروجيا
وفي السياق، اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس روسيا بالتخطيط “لهجوم إرهابي” يتضمن تسربا إشعاعيا في محطة زاباروجيا الواقعة تحت سيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس إن وكالات المخابرات في بلاده حصلت على معلومات بأن روسيا تفكر في تنفيذ هجوم “إرهابي” في منطقة محطة زاباروجيا للطاقة النووية يترتب عليه خروج إشعاعات نووية.

وأضاف “لقد حضّروا كل شيء لذلك” الهجوم، وقد “أطلعت جميع الشركاء الدوليين على هذه المعلومات”.

ولكن لمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أكد أن ما وصفه بمزاعم أوكرانيا “بإعداد روسيا لهجوم إرهابي في منشأة زاباروجيا النووية كذبة أخرى”، مشيرا إلى أن تعاون موسكو والوكالة الدولية للطاقة الذرية مستمر. وشدد على اهتمام الطرفين بمواصلة هذه الاتصالات.

كما اتهم المتحدث باسم الكرملين الدول الغربية ببمارسة ضغوط كبيرة على كييف لمواصلة القتال حتى آخر جندي على حد تعبيره.
“تضليل روسي”
في الأثناء، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس مجموعة فاغنر المسلحة الروسية يفغيني بريغوجين اتهم كبار المسؤولين في موسكو بخداع الروس بشأن سير الهجوم الأوكراني المضاد، وأشار إلى تقدم كييف ميدانيا.
وقال بريغوجين في تسجيل صوتي نشره ناطقون باسمه “إنهم يضللون الشعب”، ولفت إلى خسارة عدة قرى، بينها بياتيخاتكي، مشيرا إلى نقص في السلاح والذخيرة.

وأكد أنه “تم تسليم العدو أجزاء كبيرة” من الأراضي، مضيفا أن القوات الأوكرانية حاولت بالفعل عبور نهر دنيبرو الذي يشكل حدودا طبيعيا على خط المواجهة، وتابع “يتم إخفاء كل ذلك عن الجميع”.

وفي وقت سابق من يونيو/حزيران الجاري، أطلق الجيش الأوكراني هجوما مضادا في شرقي وجنوبي الدولة المدعومة من الغرب، في مسعى لاستعادة مناطق سيطرت عليها القوات الروسية العام الماضي.

وأمس الأربعاء، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن العملية الهجومية الأوكرانية تشهد هدوءا في الجبهات بسبب تكبد القوات الأوكرانية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

لكن بوتين أشار إلى أن أوكرانيا لم تستنفد قدراتها الهجومية، وأن لديها احتياطات تفكر في كيفية ومكان استخدامها.
كما أكد بوتين مضي بلاده قدما في تطوير السلاح النووي البري والبحري والجوي.

وشدد خلال لقائه خريجي الكليات العسكرية على أن الثالوث النووي الروسي يعد الضامن الرئيسي لأمن بلاده، كما أنه يحافظ على توازن القوى والاستقرار في العالم، حسب تعبيره.

سكاي نيوز
الجزيرة