سوق “هجيليجة” عنوان الحياة في ريف امدرمان الجنوبي
لعب سوق “هجيليجة” الكائن في منطقة الصالحة بالريف الجنوبي لامدرمان ، دورا مهما في توفير السلع و الاحتياجات اليومية لمواطني المنطقة بإسرها ، وظلت حركة البيع والشراء فيه مستمرة طيلة فترة الحرب ، ولم تتأثر نسبة لموقع السوق الآمن ورغبة التجار القوية في التحرك و الاستمرارية ، فأصبح مركزا للتسوق ترتاده أعدادا كبيرة من المواطنين يوميا ، بل أصبح مقصدا لأهالي المنطقة يتسامرون ويحكون فيه ما تجيش به دواخلهم من لهفة وشوق لعودة الحياة الي طبيعتها ،الكل يحدوه الأمل فى العودة لوطن أقوى ، مستلهمين في ذلك تجارب عديدة لدول الجوار .
وتتوسط منطقة هجيليجة ، وحدة صالحة الإدارية ، وترتبط بخط مواصلات يسهل الوصول لها من أنحاء الصالحة وما جاورها ، إبتداءً من حي الجامعة جنوب ابو سعد ، وأحياء الصالحة و الخمسين وجادين والقيعة وصريو والودي والعقيدات وفشودة وابو ضعينة والتكامل وحتى الشبيلاب أقصى الغرب ومناطق الجموعية جنوب الصالحة .
ويضم سوق هجيليجة مختلف المحلات التجارية والخدمات التي يحتاجها مواطن تلك المناطق من مخابز ، مطاحن للدقيق ، صيدليات ، عيادات طبية محلات بيع إجمالي وقطاعي ، جزارات ، محلات لبيع الخضروات ، مغالق ، صيانة موبايلات ، حظائر لبيع الفحم والحطب بأنواعه ، محلات أواني منزلية ، صوالين حلاقة ، فضلا عن أكشاك صغيرة لتحويل الرصيد وعدد من “الفريشة” يعرضون خضروات وبهارات و مستلزمات أخرى .
ويتميز السوق بأسعار تتناسب مع المستوى المعيشي لغالبية سكان المنطقة ، ومرونة في البيع مما يفسر اكتظاظ السوق خاصة في الفترة الصباحية ، مقارنة بالأسواق خارج المنطقة بشهادة كل الزبائن ، أوفت مكونات هذا السوق كل الاحتياجات لسكان المناطق المذكورة ، في وقت تعذر فيه فتح أسواق أخرى ، وفشلت في الاستمرارية لاسباب تتعلق بالخطورة الأمنية وعدم القدرة على التحرك ، او الاستسلام لرغبة البقاء في المنزل دون المجازفة ، فلجأ معظم سكان ريف امدرمان الجنوبي الي سوق هجيليجة الذي لبى احتياجاتهم في أحلك الظروف .
تاجر الجملة محمد بابكر محمد الشهير بابو طارق ، ذكر ان تجار القطاعي بمناطق فشودة وصريو وجادين والقيعة والصالحة والخمسين والعقيدات و الشبيلاب وعدد من المناطق الأخرى يعتمدون تماما على سوق هجيليجة وكذلك سكان تلك المناطق ، وعزا ذلك لإغلاق تام بالأسواق هناك خاصة سوق القيعة الكبير ، وأكد ان الأسعار بسوق هجيليجة لم تتأثر بالحرب وظلت ثابتة ولم تتغير ، وأن اي زيادة طرأت في سلعة ما ، مرتبطة بزيادة من المصدر .
وأشار ابو طارق الي أن القوة الشرائية تأثرت نوعا ما لسفر الكثير من المواطنين الي ولايات السودان المختلفة .
وعن الناحية الأمنية للسوق قطع ابو طارق بتوفر درجة عالية من الأمان عدا بعض التفلتات هنا وهناك من مسلحين لم تأثر على حركة السوق ، وانتقد بشدة حالة النهب والسرقة التي انتشرت بالخرطوم وطالت المواطنين في ممتلكاتهم وحصاد عمرهم وروعتهم ، وختم حديثه بأنهم يشترون البضاعة الآن من تجار سوق امدرمان المخزنة ، وحذر ان نفاذها سيشكل عبئاً اضافيا للمواطن .
ويعبتر سكان منطقة هجيليجة ان هذا السوق أصبح بمثابة منطقة لا يقبلون المساس بها، وعبر عن ذلك المواطن فرح بابو جبريل قائلا : “هذا السوق سنحميه بدمائنا و أرواحنا ، ولن نتهاون في سبيل إستمراريته لانه يمثل الآن شريان الحياة لمنطقة الصالحة” ، وأضاف أن معظم تجار الخضروات الذين رأيتهم الآن هم أصلا تجار بمنطقة “الشقلة” بابي سعد أجبرتهم الظروف إلى اللجوء لسوق هجيليجة لممارسة عملهم .
ويظل سوق هجيليجة هو الضامن لسكان ريف امدرمان الجنوبي في فترة الحرب مشكلا رمزا لتحدى الصعاب وهو الرافد الرئيسي لضرورات المواطن بالمنطقة ، وعنوانا للحياة الطبيعية وباعثا للأمل وسط ظروف إستثنائية ألمت بالبلاد كلفت المواطن فوق طاقته .
سكاي نيوز
وكاله سونا