ظاهرة النينيو قد تهدد قهوة الصباح
يمكن لظاهرة النينيو، التي يتوقع أن تتطور في الأشهر المقبلة، أن تؤدي إلى أحداث مناخية قاسية واسعة النطاق، وتؤثر سلبيا على الاقتصادات المحلية، وتجمعات الأسماك، وحتى تناول القهوة يوميا، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وأوضحت الصحيفة في تقرير، الاثنين، أن ظاهرة الطقس، المعروفة بالنينيو، التي تحدث بشكل طبيعي، والتي تستمر عادة من تسعة أشهر إلى عام، تؤدي إلى تغيير مواعيد المطر ودرجات الحرارة الطبيعية، وفي بعض الأوقات، يمكن أن تخلق ظروفا قاسية مثل الجفاف أو هطول الأمطار بشكل استثنائي.
وأشارت إلى أنه يمكن أن تكون التغيرات المناخية الناتجة عن ظاهرة النينيو العالمية ضارة بالمحاصيل التي تزود العالم بالقهوة، حيث يُزرع كثير منها في مناطق متأثرة بالفعل بتغير المناخ.
ووفقا لآخر حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، في مارس الماضي، “قد تحدث ظاهرة نينيو، العام الجاري، وستسبب ارتفاعا في درجة الحرارة في، الأشهر المقبلة، وذلك بعد ثلاث سنوات متتالية من ظاهرة النينيو العنيدة والمطولة بشكل غير عادي والتي أثرت على أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار في أجزاء مختلفة من العالم”.
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تحدث ظاهرة النينيو على “خلفية تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، والذي يزيد من درجات الحرارة العالمية، ويؤثر على أنماط هطول الأمطار الموسمية، ويجعل طقسنا أكثر تطرفا”.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن التأثيرات السلبية لظاهرة النينيو تتفاقم بسبب تغير المناخ على المدى الطويل، وهو أمر يثير قلق مزارعي البن، والأمن الغذائي بشكل عام.
وذكرت الصحيفة أن بعض المواقع الرئيسية لإنتاج البن يمكن أن تشهد ظروفًا مناخية غير مناسبة لزراعة البن، وهذه التأثيرات قد تختلف في دولة واحدة.
ووفقا للصحيفة، تتكون الغالبية العظمى من إمدادات البن العالمية من نوعين، أرابيكا وروبوستا.
وأوضحت أنه لطالما كانت أرابيكا هي المفضلة لدى صناع القهوة، لكن هذه الحبة شديدة الحساسية للتغيرات في درجات الحرارة، ما يثير مخاوف بشأن مستقبلها في عالم يزداد احترارًا. وتم طرح روبوستا، التي سُميت بهذا الاسم بسبب قوتها، بشكل متزايد كحل محتمل للمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ على القهوة.
وقال أحد علماء المناخ للصحيفة إن ظاهرة النينيو، التي قد تتسبب في ظروف حارة وجافة بشكل غير عادي في مناطق زراعة القهوة، قد تؤثر على محصول كلا النوعين من الحبوب. وأشارت دراسة، نُشرت في مارس، إلى أن “الانحرافات الكبيرة” عن ظروف النمو المثلى لأرابيكا وروبوستا “تؤخذ كمؤشر على أن مناطق زراعتها في ظل تغير المناخ، إما في الوقت الحالي أو في المستقبل، غير مناسبة لزراعة البن”.
لكن خبراء آخرين يقولون إن عام النينيو هذا قد يؤثر على محاصيل الروبوستا أكثر من أرابيكا. وقالوا: “لطالما افترضنا أن روبوستا أكثر قوة، كما يقول الاسم، وستكون أكثر مقاومة لتغير المناخ. لكن الوضع الذي سيأتي هذا العام قد يُثبت العكس، وهو أن روبوستا سوف تتأثر أكثر”.
وقال كبير الاقتصاديين ومحللي السلع في البنك الدولي، جون بافيس، للصحيفة إن ظاهرة النينيو يمكن أن تؤثر على مناطق العالم المسؤولة عن إنتاج كمية كبيرة من الإمدادات العالمية من الروبوستا، مثل البرازيل وفيتنام التي تنتج، على سبيل المثال، أكثر من نصف إمدادات الروبوستا في العالم.
وأضاف ديفيس أنه إذا قللت ظاهرة النينيو بشدة من إنتاجية البن وجودته، فقد ينتهي الأمر بالمستهلكين إلى دفع أسعار أعلى.
“الحرة”