سياسية

خريطة سياسية سودانية معقدة … وسؤال “هل البرهان جزء أصيل من الإسلاميين أم يمكن أن ينقلبوا عليه؟”

قبل ساعات من انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار في الخرطوم، تردد دوي اشتباكات كثيفة ومتواصلة يوم الاثنين 29/5، بينما استمرت الاشتباكات منذ الأحد 28/5 في جنوب وغرب أم درمان.

عودة إلى الصفحة الرئيسية / أفريقيا
خريطة سياسية سودانية معقدة … وسؤال “هل البرهان جزء أصيل من الإسلاميين أم يمكن أن ينقلبوا عليه؟”
قبل ساعات من انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار في الخرطوم، تردد دوي اشتباكات كثيفة ومتواصلة يوم الاثنين 29/5، بينما استمرت الاشتباكات منذ الأحد 28/5 في جنوب وغرب أم درمان.

نشرت في: 29/05/2023 – 12:51

3 دقائق
رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان (يمين) ومحمد حمدان دقلو (يمين وسط) وقادة مدنيون يوقعون اتفاقاً لإنها الأزمة في السودان( 05/12/2022)
رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان (يمين) ومحمد حمدان دقلو (يمين وسط) وقادة مدنيون يوقعون اتفاقاً لإنها الأزمة في السودان( 05/12/2022) AFP – ASHRAF SHAZLY
نص:
وليد عباس
تابِع
إعلان

تعيد مصادر من العاصمة السودانية اشتعال الوضع إلى عاملين، يتعلق الأول بمخاوف من محاولات لتنظيف الخرطوم من المتمردين في حال هدنة جديدة على يد الجيش مما يعني استهداف قوات الدعم السريع، والعامل الثاني مرتبط بمحاولات هذه القوات للسيطرة على كافة معسكرات الجيش في العاصمة لإفقاده زمام المبادرة، وتركيزها على ثلاث قواعد رئيسية للجيش، لم تتمكن من السيطرة عليها حتى الآن.

وتشبر المصادر لتحركات غير مفهومة تمثلت في قيام كل من الفريقين المتصارعين بمنع السودانيين القادمين من الأقاليم من الدخول إلى العاصمة، وإغلاق بعض الجسور المؤدية للخرطوم سواء على يد الجيش في بعض المواقع أو على يد قوات الدعم السريع في مواقع أخرى.

خريطة سياسية متزايدة التعقيد:

تردد السؤال مؤخرا في السودان عما إذا كان الإسلاميون على وشك التخلي عن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، معتبرين أنه متساهل أكثر من اللزوم، ويرى عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار المستقلة أن دور البرهان مرتبط بوضعه الوظيفي كضابط في القوات المسلحة، بل ويذهب حتى وصفه بأنه مجرد قطعة شطرنج في السياسة السودانية ولا يمثل أي تيار سياسي.

ويختلف مراقبون آخرون مع هذا التحليل، معتبرين أن البرهان جزء من التيار الإسلامي، مشيرين إلى أنه كان عضوا في اللجنة الأمنية أثناء حكم البشير، وهي لجنة اقتصرت عضويتها على الإسلاميين، وإلى أن البرهان قام بانقلابه في أكتوبر/تشرين الأول 2021 قبل بضعة أسابيع من تسليم السلطة للمدنيين مما أدى لتجميد نشاط لجنة تفكيك شبكات نظام البشير، كما أعاد البرهان الكثير من القيادات الإسلامية للسلطة، وأنه طالب بتغيير فولكر بيرثيس الموفد الأممي إلى السودان، الذي هاجمه الإسلاميون بشدة، وهو التحليل المنسجم مع ما أكده “معهد ريفت فالي – Rift Valley Institute” الذي أكد أن “السياسة السودانية مرتبطة ارتباطا عضويا بالعسكريين وأن الجيش مؤسسة مسيسة”، ويؤكد مراقبون أن الالتحاق بالكلية الحربية السودانية مشروط برضاء الإسلاميين عن المتقدمين للكلية منذ بداية التسعينيات.

وسواء من يرون أن البرهان مجرد ضابط في القوات المسلحة ولا يمثل تيارا سياسيا، أو من يرونه كجزء أصيل من التيار الإسلامي، فإنهم يجمعون على أنه لا يتمتع بالموارد المالية اللازمة لاحتلال موقع بمفرده على الخريطة السياسية.

على العكس من نائبه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع الذي يتمتع بدعم خليجي قوي بالإضافة إلى موارد قادمة من سلسلة صفقات وأعمال تجارية يمارسها، ولكن قواته تحاول في الخرطوم تكرار التجربة ذاتها لما فعلته في دارفور، من نشر الرعب والذعر والضرب في كافة الاتجاهات، وهو ما اتضح بعد البيان الصادر عن شبكة الصحفيين السودانيين والذي يندد باعتداءات هذه القوات على الصحفيين حتى في منازلهم.

مونت كارلو