حسناء الدومي: أول مدربة كرة قدم للرجال في المغرب
تنخرط حسناء الدومي (29 سنة) أول مدربة مغربية لكرة القدم للرجال في المغرب، في تدريب فريقها الناشط بالدرجة الثانية، متحدية الظروف الصعبة للنادي والملعب الذي لا يتوفر على مرافق كثيرة. تضع الدومي نصب عينيها تطوير فريقها «اتحاد الفقيه بنصالح» من جهة، والحصول على رخصة تتيح لها تدريب فرق من دوري المحترفين من جهة ثانية، ومد يد المساعدة للاعبي فريقها الذين يريدون الانتقال إلى فرق كبيرة من جهة ثالثة. أمام الظروف الصعبة وقلة الإمكانات وتوقف عملية إصلاح ملعب مدينة الفقيه بنصالح (شمال) حيث تتدرب كل فرق المدينة بملعب مؤقت لا يضم أي مرافق، فإن الدومي تستمر في تحديها للمصاعب، أملا في تحقيق نجاحات أكبر.
وقالت حسناء الدومي: «كان حلمي من الطفولة أن أصبح لاعبة كرة قدم، وكنت ألعب آنذاك أمام البيت، ولم أكن أعرف أن هناك بطولة للفتيات، خاصة أني بعيدة عن مدينة الفقيه بنصالح نحو 12 كيلومترا». وأضافت: «عندما كنت أتابع دراستي في المستوى الثالث إعدادي (15 سنة)، كان حلمي التسجيل في كرة القدم النسوية، ولم أكن أعلم أن مدينة الفقيه بنصالح تضم فريقا يلعب في القسم الوطني الأول، وبينما كنت ألعب في الحي شاهدني رجل اسمه سبيل واقترح علي التسجيل في فريق أطلس 5 في المدينة، فأعجبت بالفكرة وغمرتني سعادة كبيرة».
لحظات لا تزال راسخة في ذاكرة الدومي وهي تحتفظ بملامح الرجل الذي كان له الفضل في دخولها عالم كرة القدم. التحقت المدربة المغربية في بداية مشوارها بفريق «أطلس 5» خاصة أن والديها لم يرفضا الفكرة، وبدأت تلعب مع الفريق لأزيد من 10 سنوات في الدوري الاحترافي الأول، ثم في الدوري الاحترافي الثاني. ولم يقف حلم الدومي عند هذا الحد، ففي عام 2014 فكرت في دخول غمار التدريب، حيث انخرطت في دورة تدريبية للحصول على الرخصة «د» في معهد مولاي رشيد بسلا (محاذية للعاصمة الرباط). وبعد عدة دورات وتدريبات، حصلت على الرخصة «ب» التي يمنحها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ولم يعد أمامها إلا درجة واحدة للحصول على أعلى رخصة للتدريب في البلاد. سبق للدومي أن خاضت عدة تجارب في عالم التدريب، فكانت مدربة للفئات الصغرى عامي 2005 و2006 في مدينة بزو (شمال)، ومدربة للفئات الصغرى لفريق «أولمبيك الفقيه بنصالح» الذي قدم لاعبين بمستوى عال يلعبون حاليا في أندية كبيرة. وقالت الدومي: «كنت مدربة بفريق أولمبيك الفقيه بنصالح للفتيات وحققنا الصعود لموسمين متتالين للدوري الممتاز».
وأضافت: «من مدربة مساعدة لفريق أولمبيك الفقيه بنصالح انتقلت إلى تدريب فريق اتحاد الرياضي للفقيه بنصالح الذي يلعب في القسم الثاني بالدوري المغربي». الدومي وهي أستاذة للرياضة بمؤسسة تعليمية حكومية، تأمل أن تكمل جميع الدورات التدريبية للحصول على رخصة تدريب «أ» لتدرب أحد فرق البطولة الوطنية الاحترافية. واعتبرت أن بلادها «تزخر بمدربات ذات مؤهلات عالية وينتظرن الفرصة والدعم من أجل البروز».
وأشارت إلى أن «تأهل المغرب إلى المربع الذهبي بمونديال قطر2023 لكرة القدم، كان له صدى إيجابي على شباب وشابات المدينة والبلد كله، وبعد المونديال ارتفع الإقبال على اللعبة الجماهيرية».
“القدس العربي”