قحت (حمالة الحطب).. العمالة وديمقراطية الدم
اي شعب يريد ان يحكمه قائد مليشيا الدعم السريع بالتنسيق والتآمر مع قوى الحرية والتغيير وبغطاء خارجي يسعى لمصادرة مستقبل السودان واستقرار أهله واراضيه بواسطة نخاسة السياسة وسماسرة الحروب من عملاء الداخل والخارج .
وماهي الديمقراطية التى اراد ان يحققها حميدتي عبر البندقية وقتل القائد العام للقوات المسلحة وتنفيذ مخطط الانقلاب على الحكم بغطاء من حلفائه السياسيين قوى الحرية والتغيير التي تعد أكبر الخاسرين مع الدعم السريع من المحاولة الانقلابية الفاشلة .
عبثا تحاول قوى الحرية والتغيير إنكار دورها الرئيس في تضليل قائد الدعم السريع والدفع بالبلاد الى اتون الحرب، تحاول الآن (حمالة الحطب) من قوى ( قحت) تبني موقف يظهر الحياد بقول ( لا للحرب), لكنه يضمر التأييد ( نعم للمليشيا).
كيف اعمت الغباىن واللهث وراء السلطة بأي ثمن قيادات قوى الحرية والتغيير التي نسيت أن الديمقراطية لا يمكن أن تأتي بالدم ولا عبر فوهات البنادق، أي سقوط جعل قياداتها يعلنون على الملأ وفق افادات موثقة ان الحرب ستكون البديل لعدم تنفيذ الاتفاق الإطاري، ويهددون بخيارات بديلة( اها خموا وصروا واركزوا واتحملوا المسؤولية التاريخية).
فشلت ( قحت) المتآمرة في الانحياز إلى صف الوطن وجيشه حتى الآن واختارت أن تتخذ المنطقة الرمادية ك(منصة) للتعامل مع حريق مازالت ألسنته تتصاعد فى كل يوم.
تحاول قوى الحرية والتغيير وناشطوها وعبر مواقف ملتبسة وغريبة التنصل عن مسؤوليتها في إشعال الحرب عبر تبني حميدتي سياسيا وتسويق مشروعه الانقلابي لمكون خارجي يريد تحقيق مصالحه على حساب السودان وشعبه وامنه واستقراره.
توارت قيادات قوى الحرية والتغيير واختفي ناشطوها خلف كيبوردات التخذيل ، يصفقون سرا وعلانية ل(عمايل المليشيا) وهى تقتل وتنهب وتحتل المرافق الحيوية وتتخذ من المستشفيات ثكنات عسكرية وتحرق الأسواق.
مازالوا يتواطاون مع المليشيا بالصمت وهي تزيد معاناة المواطن حطبا مع كل يوم جديد باستهداف مرافق الكهرباء والمياه والاتصالات مثلما حدث فى محطة مياه بحري ومقسم سوداتل بالخرطوم اتنين والمحطات التحويلية فى الباقير وابراج الكهرباء فى شارع الهواء بالخرطوم.
لا اصدق ان قيادات القوى السياسية فى مركزية قوى الحرية والتغيير التى كانت ترابط صباح مساء فى الميديا اختفت تماما ،وفشلت في ادانة انقلاب حميدتي، اذ لم يفتح الله عليها بكلمة واحدة تدين جرائم الحرب التى ارتكبتها قوات الدعم السريع وهي تعتدي على مقدرات الشعب السوداني ومرافقه العامة خاصة المستشفيات التى اخرجت مرضاها من غرف العناية المركزة وقذفت بهم فى الشوارع.
لم نشاهدهم ينحازون للشعب السوداني فى معاناته اليومية وهو يحصد الموت والدمار من تحالفهم مع حميدتي ويتوزع ما بين قتيل وجريح ومفقود ولاجئ ونازح ، لم تستفزهم أرواح السودانيين المستباحة على قارعة الطريق وقد استحلت تماما فى الارتكازات واحياء تحول سكانها إلى دروع بشرية.
لم يحدثوننا عن حقوق الإنسان مثلما كانوا يفعلون فى الأزمات بهدف تمهيد طريقهم الى الحكم ،ولم يدينوا ممارسات يصنفها المجتمع الدولي ك( جرائم حرب) مثل قطع المياه والكهرباء واحتلال المستشفيات.
برزت ثعالب الحرية والتغيير بعد ايام من الصمت وهي تتباكى على الأوضاع الانسانية وتعلن ان ( لا الحرب) دون ان تكلف نفسها عناء تحديد المسؤول عنها وتطالبه بالكف عن ما يفعل، طفقت تحاول ومثلما ظلت تفعل كل ما اشتد عليها باس المواقف- (سواقة الناس بالخلا) واستخدام (فزاعة الكيزان) ودورهم فى حرب الجيش ضد المتمردين ناسين أو متناسين الاجابة على سؤال مهم ( من الذي أطلق الرصاصة الأولى؟!).
يستميت القحاتة الآن فى الحديث عن الأوضاع الإنسانية كمدخل لإعادة العملية السياسية (التي ماتت وشبعت موت للحياة) بافعالهم الخرقاء ، خرجوا كعادتهم لجني مكاسب الحرب و غنائم المعركة لا يستحون أن جاءهم الحكم على أشلاء اهل السودان جميعا، ألم يحدثنا الناشط خالد سلك عن مخاوفه من أن يكون هنالك منتصرا في الحرب التي تدور حتى لا يحدد خيارات المشهد القادم ، هم يحاولون الاستثمار بدماء السودانيين ووضعها كارصدة فى حساباتهم الشخصية يخرجونها متى ما أرادوا طمعا فى تدخل دولي يتمناه من كنا نظنه كبيرا (عمنا) فضل الله برمة ناصر، ويسعى اليه الناشط الموتور عروة الصادق..
هل رأيتم انتهازية اكثر من ان تدعو شعبا للتظاهر تحت القصف والنيران بهدف تمكين مشروعك السياسي، لا اصدق ان قوى الحرية والتغيير دعت المواطنين للخروج الى الشارع فى ظل ظروف معلومة تهدد حياة وأرواح المدنيين ، لكنها قحت.. فلا تتعجب.
مازلنا نتساءل عن النموذج المثالي الذي رسخه الدعم السريع في ذاكرة السودانيين بالقدر الذي اقنع (قحت) لاتخاذه حليفا تراهن عليه فى استعادة الديمقراطية والدولة المدنية، يا لها من (ميكافيلية) وانتهازية قادتهم الى حتفهم السياسي ، فمن هتافاتهم ( مافى مليشيا بتحكم دولة والجنجويد ينحل ) باتوا الآن حلفاء للدعم السريع، وليتهم أحسنوا و(ركزوا) مع حميدتي فى خندق مواجهة الدم الذي اختاروه اذن لاحترمهم الناس ، المؤسف أن بعضهم أشهر جوازاته البديلة وهرب مع الاجانب تاركا الشعب السوداني يواجه ويلات الموت والدمار، بينما تخندق آخرون فى المحطة الرمادية يرددون سعار (لا للحرب) وهم من جهزوا وقودها وحطبها ووفروا لها أسباب الاشتعال حتى تقضي على الأخضر واليابس ويخلو لهم وجه السودان الذى ( لن يجدوا فيه طوبة) ..
قحت تتحمل مسؤولية ما حدث، وقد كشفت الحرب اسوأ مافيها وشيعتها الى مزبلة التاريخ، سقطت قحت فى اختبار الوطنية والمصداقية وتحولت الى ( شلة عميلة) يسهل استغلالها ، وبمجرد أن تلوح لها بجزرة السلطة ستفعل كل ما تطلبه دون وازع او ضمير…
نعم سقطت قحت حمالة الحطب..
محمد عبد القادر