أسباب ومخاطر وسيناريوهات متوقعة.. “نفق القتال”.. إلى أين يذهب بالسودان؟!
اندلع قتالٌ في العاصمة السودانية الخرطوم وفي مواقع أخرى في أنحاء البلاد؛ حيث تتناحر الفصائل العسكرية المتنافسة القوية من أجل السيطرة، مما يزيد من خطر اندلاع حرب أهلية في جميع أنحاء البلاد.
وارتفع عدد قتلى الاشتباكات المستمرة منذ السبت في الخرطوم و7 مدن أخرى في السودان، إلى نحو 144 قتيلاً و1405 جرحى، حسبما أفادت لجنة أطباء السودان.
وتحولت الخرطوم إلى “مدينة أشباح” بعد 3 أيام من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث بات من الصعب على السكان التحرُّك لقضاء احتياجاتهم في ظل القصف الجوي والاشتباكات العنيفة على الأرض.
من الذي أطلق شرارة العنف؟
تصاعد التوتر منذ أشهر بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللتين شاركتا في الإطاحة بحكومة مدنية في أحداث أكتوبر.
وانفجر الخلاف بسبب خطة مدعومة دولياً لبدء عملية الانتقال لمرحلة سياسية جديدة مع الأطراف المدنية؛ حيث كان من المقرر توقيع اتفاق نهائي في وقت سابق من أبريل، في الذكرى الرابعة للإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.
وبموجب الخطة، كان يتعين على كل من الجيش وقوات الدعم السريع التخلي عن السلطة، واتضح أن هناك مسألتين مثيرتين للخلاف بشكل خاص؛ الأولى هي الجدول الزمني لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية، والأخرى هي توقيت وضع الجيش رسمياً تحت إشراف مدني.
وحين اندلع القتال في 15 أبريل، تبادل الطرفان الاتهامات بإثارة العنف، واتهم الجيش قوات الدعم السريع بالتعبئة غير القانونية في الأيام السابقة وقالت قوات الدعم السريع، مع زحفها إلى مواقع إستراتيجية رئيسة في الخرطوم، إن الجيش حاول الاستيلاء على السلطة بالكامل في مؤامرة مع الموالين للبشير.
ما المخاطر؟
يمكن أن يؤدي النزاع إلى تبديد تلك الآمال، إضافة إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة على تخوم منطقة الساحل والبحر الأحمر والقرن الإفريقي، كما يمكن أن يلعب دوراً في المنافسة على النفوذ في المنطقة بين روسيا والولايات المتحدة وبين القوى الإقليمية التي تتودد إلى قوى مختلفة في السودان.
ما السيناريوهات المتوقعة؟
دعت الأطراف الدولية إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار، لكن لا توجد مؤشرات تُذكر على التوصل إلى تسوية من جانب القوى المتحاربة، فيما وصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع، بأنها قوة متمردة وطالب بحلها، بينما وصف “حميدتي” البرهان بالمجرم، وحمّله مسؤولية الدمار الذي تشهده البلاد.
ورغم امتلاك الجيش السوداني موارد متقدمة، منها قواته الجوية، فإن قوات الدعم السريع التي يقدر عددها بنحو 100 ألف انتشروا في جميع أنحاء الخرطوم والمدن المجاورة لها وكذلك في مناطق أخرى، مما يهدد بإطالة أمد الصراع في وقت تعاني فيه البلاد أزمة اقتصادية وتزايد الاحتياجات الإنسانية في الوقت الحالي.
ويمكن لقوات الدعم السريع أيضاً الاستفادة من الدعم والعلاقات القبلية في منطقة دارفور الغربية؛ حيث خرجت هذه القوات من رحم الميليشيات التي قاتلت إلى جانب القوات الحكومية للقضاء على المتمردين في حرب دامية تصاعدت بعد عام 2003.
صحيفة سبق