لماذا ياسر عرمان؟!
لم يكن أحدا ليشك في أن ياسر عرمان سيرفض مشاركة آخرين من دونه في التوقيع معه على الإعلان السياسي…
ولم يخيب العرمان سوء ظن الناس به، إذ سرعان ما أسرع ودق اسفينه …
(لا للكتلة الديمقراطية)…
قال: (إنهم عاجزون عن رؤية مهام الثورة وبناء الدولة وأغمضوا أعينهم عن النازحين واللاجئين والمواطنة بلا تمييز وتحالفوا مع الفلول) وأضاف ياسر عرمان: (هذا العرض لا وجود له)…
كان الناس يقرعون (طائر الشؤم) في تفاؤلهم ب (قد عين الشيطان) واستبشارهم بدخول الكتلة إلى دائرة الحوار الجاد المفضي للمشاركة في إدارة الفترة الانتقالية…
محتوى مدفوع
الرحمتات وقريقعان وقرنقعوه والقرنقشوة وماجينا
إلا أن ياسر وجد أن في دخولهم مأساتنا!!…
ولماذا إذن ياسر وحده من دون البقية؟!…
(ودالبصير) المشارك في المنصة دون (تور) ولا (طحين) يخاف أن يدخلوا عليه ويسلبونه تلك المساحات والحيازات التي انتهت إليه و (باضت في حجره) دون تاريخ ولا مستقبل…
بدخول الكتلة يتضاءل ياسر إلى حجمه الطبيعي ويتحول إلى ما هو عليه في واقع الحال…
سينكشف وستبور بضاعته التي لا تستحق، كما وأنه تعب من (مجاراة الحركات) و (تدويرها) ومداورتها ومن (شراب موية المطر)…
(مع عقار ما في هظار )
ذلك بأن حوارا حقيقيا سيبدأ…
ولن يستطيع بعدها (الاستفراد) ب (حميدتي) و (المنصورة) في تلكم الغرف المظلمة…
لن تنفعه موهبة ال (two tracks)
فالمشهد كله سيكون (على عين) الشعب السوداني وبركة وحدته…
وهو يخشى النور والعقول وإرادة الناس…
وهو يوم للتنادي والالتئام ليس فيه حجة ولا منطق لمن اتبع هواه وصار أمره فرطا…
يوم نصغي فيه للزعيم إسماعيل الأزهري وهو يعيد تذكيرنا من على منصة التأسيس بما يجب أن نكونه:
(إذا انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها ولا سبيل إلى ذلك إلا بنسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة وأن نقبل على هذا الواجب الجسيم أخوة متعاونين وبنيان مرصوص يشد بعضه بعضا، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحدة متماسكة قوية)…
إلا أن نستلهم من (طائر الشؤم) ذلك الارتباط المجيد بالمصائب والمشكلات ونستعوض الله مستقبلنا ونمضي بلا عقل إلى غيهب الليل الحلوك .
أشرف خليل
صحيفة الانتباهة