دمج الدعم السريع والإصلاح.. عند منتصف الليل!!
تابعت مساء أمس على قناة (سودانية 24) برنامج منتصف الليل الذي يقدمه المذيع عمار ابوشيبة، ناقشت الحلقة قضية دمج الدعم السريع وإصلاح القوات المسلحة والجدل الدائر هذه الأيام.
– إستضافت الحلقة اللواء الركن معاش محمد خليل الصائم المحاضر بالاكاديمية العسكرية وهو ضابط بالمعاش، بجانب هارون محمود ميديخير والذي تم تقديمه على أنه محلل سياسي وهو الذي لم تكن له أي علاقة بالتحليل السياسي على الأقل في الحلقة وموضوع النقاش، فكان عبارة عن ( دعامي) من دعم سريع ليس إلا، وحتى وأنه كدعامي كان دعاميا مضرا للدعم السريع في دفاعه وهجومه على الآخرين.
– عكست الحلقة طبيعة الصراع الناشب في الساحة السياسية وحجمه، حيث كان الضيف الثالث شهاب إبراهيم المتحدث باسم قحت.
– كان شهاب إبراهيم في مجمل حديثه متحفظا ومحاولا إمساك العصا من المنتصف فهو مع جيش قومي واحد، ومع الدعم السريع الذي سيوصله للسلطة!! وحاول جاهدا أن يخرج من الحلقة دون أي خسائر بمحاولته رمي الكرة لمديخير والصائم واكتفائه بالتعبير عن موقف جماعته السياسية دون التعمق في الأزمة العسكرية.
– اللواء محمد خليل دافع عن مؤسسته العسكرية أمام تخرصات ميديخير العنصرية، ولكنه لم يكن كما يجب، وحاول السيد اللواء أن يثبت أنه تم إبعاده من المؤسسة العسكرية خلال فترة الإنقاذ لعدم انتمائه للإسلاميين أو هكذا ألمح، ولكنه نفى هجوم هارون على المؤسسة العسكرية وعلى أهل الشمال والوسط المفترى عليهم، وقال قد يكون في فترة من الفترات تم القبول في الكلية الحربية على أسس الانتماء الايدلوجي ولكن لكل أهل السودان وفي مقدمتهم أهل دارفور.
– أما هارون ميديخير المنتمي للدعم السريع ولقبيلة قائده فقد جاء بما لم يأت به الأوائل، فقد هاجم المحلل السياسي الغريب الجيش والكلية الحربية وأهل الشمال والوسط وسمى عملية الدمج بالظلم وبالحق الذي أريد به باطل من قبل الجيش، وقال أن الكلية الحربية يتم القبول فيها على أساس مناطقي وأن القيادة كلها من الشمال وأن مناطق الهامش مبعدة وهكذا من الكلام المجان والمستهلك.
– في المقابل رد عليه اللواء محمد خليل بحزم ونفى ما قاله (المحلل السياسي) وذكر له أن أكثر من 75% من جهاز الأمن ينتمون إلى دارفور وأن الكلية الحربية تقبل وفق أسس وضوابط، والانتماء إليها طوعي وليس فرض وذكر له على سبيل المثال دفعته التي تخرج فيها والتي كان أكثر من نصفها من جنوب السودان قبل انفصاله، وجزء كبير فيها من دارفور وبقية أخرى من مناطق السودان المختلفة، وزاد السيد اللواء في رده بأن الانتماء للجيش يحتاج إلى مؤهلات وأنه لا يمكن أن تأتي بشخص غير متعلم ليكون ضابطا بالجيش، وعن أزمة دارفور ذكر اللواء بأنها أزمة معلومة الأسباب والدوافع والتي منها الحواكير وصراع السلطة والنفوذ والصراعات القبلية بين المكونات.
– حاول هارون ميديخير أن يوجه هجومه على الجيش والكلية الحربية ويطالب بإصلاح مؤسساتها، واجتهد في الإستجداء العاطفي بأن الدعم السريع وقائده وقفا مع الثورة وحموها وأنه هو أي حميدتي ضامن الانتقال وتنفيذ الإتفاق الإطاري وأنهم هم (الدعم السريع ) المؤسسة الوحيدة التي تعمل لصالح البلد وأهله وووو..
– ولكن هل نسي السيد ميديخير أن من أسس الدعم السريع هي الحكومة السابقة وأنه كان إبنها المدلل، ثم كيف لك يا ميديخير أن تطالب بإصلاح مؤسسة عمرها أكثر من مائة عام وتقارنها بمؤسسة قيادتها قبلية قائدها الأول شقيق قائدها الثاني غير أفراد الأسرة الآخرين، ثم أنت نفسك تجلس جلستك هذه وتدافع عن ما تظنه حق قبلي وأسري وتستجدي عطف المخدوعين بثورة وهامش يحميهم الدعم السريع!! يا له من تحول رهيب واستغفال عجيب واستهزاء بعقول الشعب السوداني!!
هل يعقل أن يرتهن شعب كامل ودولة وجيش طول وعرض وتاريخ باذخ لسخف أصحاب مصلحة وحظوظ حتى يحافظوا على جيشهم ودولتهم داخل الدولة !!
– من يفكر لهؤلاء ومن يناصحهم وهم يصلون الميس في المعركة الخاسرة!!
– السيد (المحلل) ميديخير، لن يكون في هذه البلد جيشان، وهذا الواقع المأزوم لن يستمر، ومن لم يقرأ التاريخ والعبر سيفنى، وأنت كمدافع تعتبر فاشل بإمتياز، نصيحتنا للدعم السريع وقادته أن أدخلوا الصف والطابور وانضبطوا انضباط العسكرية الرفيعة، وأخرجوا أنتم وبلادكم وأهلكم بسلام فلا يصح إلا الصحيح، ودعكم من المستشارين والمحللين الفاشلين العاطلين الذين لا يهمهم إلا ما قد يدخل إلى جيوبهم وحسباتهم فقط ..
محمد أبوزيد كروم