رأي ومقالات

إبراهيم عثمان: معالم في طريق الخداع

▪️ ليس مستحيلاً أن يحقق عرمان، ومن معه من المصابين بفوبيا الانتخابات، نقلةً كبرى في الديمقراطية، تماماً كعدم استحالة أن يحقق الجيش نقلةً كبرى في المهنية، والبعد عن التسييس، حين ينضم إليه أكبر عدد من الضباط غير النظاميين، المسيسين حتى النخاع، والمجتازين لدورات “مدارس الكادر” !

▪️ لولا إنها قوى “واسعة الشعبية” و “ديمقراطية حتى النخاع” بالمعنى كامل التقحيط، لاستغنت،بأدوار كبرى لفولكر والسفارات في مراقبة الانتخابات عن أدوارهم كجهات ناخبة ومنصبة للحكومات !

▪️ يوجد الآن شارعان، و إذا اقترب قادة قحت من مواكب أحدهما تملقوا فشُتِموا وطُرِدوا، وإذا مروا صدفةً بالقرب من مواكب الآخر شَتَموا وشُتِموا وهَرَبوا ! أن يُقال إن الشارع قد أمر بتسليمهم السلطة يعادل القول إن الشتيمة والطرد والهروب هي عمليات تصويت لصالحهم !
▪️ قال : ( الشعب طلب منا تسليم السلطة وعدم المشاركة ) .. أن يختلق أحدهم قولاً وينسبه إلى الشعب، ويكون لصالح نفسه، فهذا يحدث، ولا يحتاج إلى تفسير، لكن أن يفعل هذا ضد نفسه، ولصالح غيره، فهذه “جديدة لنج”، ولا يوجد “جديد لنج” في الزهد والاعتراف والشهادة ضد الذات يفسرها !

▪️ لم يقدم المكون العسكري تفسيراً لرفضه التفاوض الجماعي، ولا لاقتصار تعديلاته لأوراق المركزي على ما يهمه فقط، مع عدم وجود أي تفاوض حقيقي بخصوص بقية محتويات الأوراق، فلا هو سمح للقوى السياسية بالتفاوض قبل الاتفاق، ولا هو ناب عنها في التفاوض، ولا هو ضمن لها حق التعديل بعد الاتفاق !

▪️ لم بعطِ المكون العسكري غالب القوى السياسية المقصية فرصةً لإحسان الظن به، لكن سوء ولامنطقية التسوية الجارية قد بلغا الحد الذي يجعلها غير ملامة إن التمست حسن الظن في الاعتقاد بأن غرضه من إبعادها هو إنقاذها من مصير المركزي !

▪️ أن يتحرق شوقاً إلى اليوم الذي يفقد فيه موقع الرجل الثاني الذي طالما تمسك به، بل واخترعه ابتداءً، فهذا يدعو للبحث عن السر في اتفاقات تحت الطاولة التي اعترف بوجودها، ولا سر يكفي للتفسير سوى ترقية أكبر أو مكاسب متنوعة تعادلها وتزيد !

▪️ يخدعون أنفسهم أؤلئك الذين يظنون أن القيادة التي وضعت البيض كله في سلة الاتفاق مع المركزي، يمكن أن تقبل بالخروج من مولده بأقل من معظم الحمص، دعك من أن تخرج منه بلا حمص، وبقواتها مدموجة، ومنقول ملكيتها من الأسرة إلى الدولة !

▪️ رغم أن المرشح لرئاسة الوزراء نصر الدين عبد البارئ كان قد قال: ( لا يوجد شيء اسمه ثوابت الأمة السودانية } إلا أن اعترافه واعتراف حكومته بوجود الثوابت بلغ حد الاعتماد على المتاجرة بها، لتكون هي بالذات البضاعة الوحيدة الحقيقية التي أضافوها إلى قائمة المبيعات للخارج … ترى هل بقي ثابت ليبيعوه في دورة حكمهم الجديدة ؟

▪️ ما لم تقدم أحزاب المركزي ما يثبت عملياً أن النقلة الكبرى في التبعية ستقابلها نقلة كبرى في عطايا الخارج، فإن مرافعتها عن أن الأكل بالثديين مشبع للشعوب، لا الساسة وحدهم، ستسقط للمرة الثانية !

▪️ اجتمعت للمركزي فرصتي الاتعاظ بغيره وبنفسه فيما يخص سهولة تخلي المكون العسكري عن حلفائه، حتى لو كانوا ممن لا يرفضون مشاركته في السلطة … هل يغير المكون عادته هذه المرة لأن المركزي يرفض مشاركته ؟ .. سنرى .

إبراهيم عثمان