مقالات متنوعة

(بَعْد إِيه).. و(أنَا أسْتأْهل)

شيْئًا مَا يَحدُث..
لا ندرك كنهه..
جَاهِل مِن ظنِّ الأشْياء هِي الأشْياء..
ثَمَّة فراغَات مَا بَيْن المقدِّمات والنَّتائج..
ثُقُوب مُتَعددَة فِي (شَملُه بتَّ كِنيش) الإطاريَّة..
وَافَق (أَلمُك نَمِر بْن مُحمَّد وِدِّ نَمِر اَلجعْلِي السِّعْدابي) مَلِك الحعليين، وَافَق على التَّوْقيع على الاتِّفاق الإطاريِّ مع جَيش إِسْماعيل بَاشَا، لَكِن قَلْب إِسْماعيل بَاشَا كان يُحْدِثه أنَّ (آب شنب) هذَا لَيْس بِذَلك اَلخُلوص.. فاصْطحبه معه فِي حَملَتِه إِلى سِنَّار..
وَلَان الحذر لََا يَمنَع القدر كان (حريق أَلمِك فِي قَلْب اَلدخِيل)!
وَكُل اَلذِي أَستطِيع قَولُه لَكُم الآن أنَّ مِن قَتْل (السِّيرْلي سِتَاك) لَم يَكُن وطنيًّا سُودانيًّا، ولَا سُودانيًّا حَتَّى!!
كُلِّ التَّخْطيط اَلذِي جرى وأهْدَاف قَتلِه لَم يَكُن لِلسُّودان فِيهم مِن نصيب..
كان المقْصود مُجافِيًا لِأهْدافنَا ومغايرًا لِأمْنِنَا اَلقوْمِي، وَلكِن دِمَاء (السَّيْر) أَفضَت إِلى حُرِّيَّتِنَا فِيمَا بَعْد..
وَكذَا كَانَت اِنْتباهة إِسْماعيل الأزْهريَّ زعيم الحزْب الاتِّحاديِّ يَوْم إِعلَان الاسْتقْلال مِن داخل البرْلمان..
رَغْم اِنْتمائه لِحزْب الاتِّحاد مع مِصْر إِلَّا أنَّ صَوتَه هَدْر مُسْتقِلًّا..
والْخَيْر مَعقُود فِي هَذِه اَلأُمة إِلى يَوْم القيامة..
أَهلِي لََا يُحبُّون الخيانة حَتَّى لَو كَانَت (قَصدِي يقيّل معَانا)..
فِي بَلدِي لَا أحد يَستطِيع أن يَنجُو مِن هذَا الغرق و(الاعتلاك) اَلحنِيّن لَكِن الزُّول دَا مَسَّخها!
يسْتنْفد البرْهان فُرصَه وكل فرص الكباشي وياسر العطا..
أَعجَبه أَننَا نَنتظِره، فَبكَى ورق وَوقَع لِحاسديه..
غايْتو مَا عافيْن لِيك لَو أكلتْهم (جَتْ) أو بلعتهم (جُب وجُب)..
قِصَّة يفْشلوا أو ينْجحوا، لِم تَكُن (مَسْأَلتك) المسْتعْصية ولَا (قضيَّتك) المعقَّدة..
كان كُلُّ المطْلوب مِنْك أن تَقِف فِي وَعلَى اَلصحِيح مِن رأى وَتقدِير و(اصْلو اَلبِي بَاقِي مِن قُبَال تِجيني)..
(وُريني أيه ضَرَّاك) قَبْل تِلْك الثّكنات (لَو كان صَبرَت شَويَّة)..
الَّا تُسَاوِم..
( فالْهَوى قاسٍ.. وَصوتِي شَاهِد..
والْقَلْب مَشبُوك إِلى بَهْو وقوْس البهْو يَدعُو لِانْدلاع المعْركة)..
والطَّلاق مرَّتان..
فهل كان عليْنَا الإصْغاء جيِّدًا لَـ(عبَد اَلرحِيم دَقلُو) فِي وُقوفه عِنْد تِلْك (الصِّينيَّة) مانعًا لِلـ(اللفِّ والدَّوران)؟!..
اَللَّه غَالِب..
ومَا الفائدة إِذْن عِنْدمَا تَعرَّف كُل شَيْء وَلكِن لََا تَستطِيع..
فَمِن يدَّخرك؟! وَلمَن؟! ولماذَا؟!.. مات أَغلَى مَا فِينَا مِن رَجَاء وحنين فِي اِنتِظار كان مَبذُولا لِلْجمِيع..
أنَّ يَاتُوا معًا..
(كُلُّ النَّاس اتْنين اتْنين .. فرح أَتكَلم بِي لُغَتين)..
لَكنَّهم غَابُوا عن ذَلِك اَلموْعِد وتلْك المواعدة..
(وَأقُول يمْكِن أنَا الما جيتْ)..
لَم يَعُد بعد فِينَا ولم يَتبَق إِلَّا تِلْك الهزيمة الموجعة، فَنطُل مِنهَا على تِلْك المواعيد المسْتفْحلة لِنصيح مُنادِين بِنصْف (عِنَاد) ونصْف (حَسرَة) مِن تِلْك المساطب الشَّعْبيَّة :
(باشْدَار كَيْف)؟!.

أشرف عبد الباقي

صحيفة الانتباهة