“التمر” شفاء ودواء وحصن من السم والسحر .. أهميته تتعاظم خلال رمضان
“التمر” شفاء ودواء وحصن من السم والسحر .. أهميته تتعاظم خلال رمضان
فلاح الجوفان
فلاح الجوفان
تم النشر في :
23 مارس, 2023 3:08 مساءً
يحرص الصائمون في جميع البلدان الإسلامية على الرطب والتمر في رمضان، حيث لا تكاد تخلو موائد إفطار الصائمين من حبات الرطب أو التمر في رمضان، إن لم تكن هي أساسه، وذلك نظرًا لما للتمر من مكانة في القرآن والسنة، فهو غذاء ودواء، وأكله في مواضع معينة عبادة وتأسٍ بالنبي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
تسلط “سبق” الضوء على مكانة التمر في القرآن والسنة، وأهم المواضع التي يكون أكل التمر فيها عبادة، إضافة للتوجيهات النبوية في الحث على التداوي بالتمر ، وجعلها حصنًا من السم والسحر .
التمر في القرآن والسنة النبوية
التمر من الأطعمة الطيبة التي امتن الله بها على عباده، وذكره في كتابه بأحسن الذكر، فقال: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾، وقال تعالى: ﴿وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾، أي ونخل ثمرها لين لطيف، وقال تعالى: ﴿فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ﴾، أي فيها الأشجار التي تثمر الفواكه، وفيها النخل ذات الأوعية التي تتفلق عن القنوان.
وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ شَبِيهَ، أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لَا يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلَا وَلَا وَلَا، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ»، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنه لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ. فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هِيَ النَّخْلَةُ»، فَلَمَّا قُمْنَا، قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ، واللهِ! لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّها النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قَالَ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا.
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالْأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَالْمُؤْمِنُ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَالْحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ -أَوْ: خَبِيثٌ – وَرِيحُهَا مُرٌّ».
التمر شفاء ودواء
ويعدّ التمر دواءً لأعظم الأمراض، وأشدها خطرًا، روى مسلم في صحيحه من حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلَا سِحْرٌ» ، وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي عَجْوَةِ الْعَالِيَةِ شِفَاءً أَوْ إِنَّهَا تِرْيَاقٌ أَوَّلَ الْبُكْرَةِ».
وقال ابن القيم عن التمر: «والتمر من أكثر الثمار تغذية للبدن، بما فيه من الجوهر الحار الرطب، وأكله على الريق يقتل الدود، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية، فإذا أُديم استعماله على الريق خفّف مادة الدود وأضعفه وقلّله، أو قتله، وهو فاكهة وغذاء، ودواء، وشراب، وحلوى».
المواضع التي يتعبد فيها بأكل التمر
وهناك مواضع أكد الإسلام أن أكل التمر فيها يعد عبادة يتقرب بها إلى الله، أهمها:
1- السحور: روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ».
2- الفطر للصائم: روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ”.
3- قبل الخروج لصلاة عيد الفطر: روى البخاري في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ، وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا”.
صحيفة سبق