بخاري بشير يكتب: تشكيل الحكومة.. اللعب على الذقون!
كثيرة هي الوعود التي قطعتها القوى السياسية المعنية بالعملية السياسية أياً كانت هذه العملية ؛ سوى كانت (اتفاق اطاري) لم يحصد تواقيع الا قلة قليلة لم تصل لـ(9) كيانات حتى اليوم، وقد مضى على توقيعه ثلاثة شهور ونصف الشهر بالتمام والكمال.. وكثيرة هي الوعود التي قطعتها بقية القوى سوى كانت عسكرية ممثلة في (الجيش أو الدعم السريع)؛ أو مدنية كما هو ماثل من مجموعة (الكتلة الديمقراطية).. ومن بعدهم الآخرون الرافضون للواقع والوقائع بكل شخوصهم كما هو حال الشيوعيين وأصحاب الحل الجذري من لجان المقاومة وغيرهم.
بالواضح كل القوى السياسية المدنية (بلا استثناء)؛ وكل الفاعلين العسكريين (دون فرز)؛ قد طرحوا وعودهم وأحلامهم على الشعب السوداني.. تلك الأغلبية الصامتة التي بات يطحنها يومياً الغلاء وارتفاع تكاليف الحياة؛ وقد أوشك أن يؤتى السودان من بوابة (الاقتصاد) والانهيار ثم الفوضى؛ التي بانت أنيابها عندما احتدم الصدام الخطابي بين المكونات العسكرية.. نعم سيؤتى السودان من بوابة الاقتصاد اذا لم نركن جميعنا (أطراف العملية- عسكر ومدنيين) الى صوت العقل ؛ والاسراع بتشكيل حكومة- أي حكومة- لم تتشكل حتى الآن وقد مضت سنتان وأربعة أشهر على قرارات البرهان (الاصلاحية كما أسماها)؛ و(الانقلابية في عرف الآخرين).
كل اسبوع أو شهر ومع مطالع المليونيات ومراسم عقد القران، نسمع عن اقتراب تشكيل الحكومة؛ وكل اجتماع للمجلس المركزي نسمع ذات الوعود؛ وكل لقاء للمبعوثين الدوليين والسفراء نعيد (نفس الاسطوانة).. وعلى الواقع الحصاد (صفر كبير).. نهشت الأسعار وغلاء المعيشة السودانيين.. وانهارت خدمات الدولة حتى باتت مرتبات العاملين أو ما تعرف بـ (الفصل الأول) تصرف مع اقتراب نهاية الشهر.. عجز في الموازنة وعجز في التحصيل.. كل ذلك لأن السيد جبريل لم يجد من يوقف قراراته التي قضت بزيادات لـ(عشرات الأضعاف) في الجمارك والضرائب؛ وشرد المسستثمرون والتجار الى أسواق دبي وهرب الاستثمار لاثيوبيا برغم قسوة الحرب فيها ولغيرها من الدول.
فشلت النخبة الحاكمة التي سيطرت على مقاليد الأحوال والأمور ما بعد سقوط البشير ؛ وفقد المواطن كل شيء وباتت حياته قاسية يقضيها ولي الأمر في البحث عن أسباب المعاش.. وتراجعت الخدمات المقدمة للمواطن حتى بلغت المرحلة (الصفرية) وبات محمد احمد أعزل في خدمات الصحة والتعليم؛ ولا اثر في الأفق القريب لضوء من شمعة في آخر النفق.
وكأننا جميعاً بتنا ننتظر نهاية هذا البلد المنكوب.. السياسيون يصطرعون على اللاشيء.. والعسكريون في تردد مستمر لا (مسكوها بحقها)؛ ولا (فكوها عديل).. ولا يدري شعب السودان الى أين يساق.. نسأل الله السلامة ببركة مقدم رمضان؛ ونتمنى أن يصدق أهل السياسة ولو لمرة واحدة في وعد قطعوه لمواطنيهم.. آخر التقليعات أن المشاورات لتشكيل الحكومة تتم في (السر)؛ وسمعنا كثيراً أنها ستعلن الاسبوع الأول من رمضان.. بالله عليكم لماذا تتشاورون في السر؟ هل لأن المشاروات كلها تقوم على (حصتي وحصتك).. بعد تأكيداتكم أن الاختيار سيكون على أساس حزبي ورفضكم المتواصل والمستمر لاختيار الكفاءات القومية المستقلة؟.
مقتل شخصان واصابة خطيرة اثر اشتباكات قبلية فى بارا
صحيفة الانتباهة