رأي ومقالات

محمد حامد جمعه: الناجي

وأقرأ في قديم القصاصات ملحمة الحرافيش . احد روائع نجيب محفوظ التي تمددت بين الكتابة والدراما موزعة بين عشرة حكايات ضمن خيط قصة عموده الرئيسي الحامل للحكايا أسرة عاشور (الناجي) الممتدة سلالته بين من عاشور الجد الى شمس الدين .سليمان . نور الدين ثم عاشور مرة اخرى مع حضور مميز لشخصية حسونة السبع .

ملحمة الحرافيش في القاهرة القديمة (الفاطمية) عرضت عوالم من طيوف المتصوفة وطقوس الحارات وصراع الانسان واخيه الانسان . وتجاذبات الشرف والحقيقة وتحولات المراحل بين الانفس والشخوص ولونت حياة صراع الخير والشر . والطغاة مع اهل المواقف وظل في هذا (الناجي) ينتقل بين عسر ويسر وظلام وضوء . تبدلت الاحوال والحقب لكن ظل خيط الناجي هو الذي يربط نسيج التفاصيل . مرض وقام ومات فتكرر في بذرة القادمين الجدد . يقاومون وباء (الشوطة) ولا اعرف هل هي الكوليرا ؟! ويكافحون عثرات المسير فيسقط من يسقط ويظل من كتبت له البطولة يحضر في كل المراحل

2
هل يجوز ان أسمى الناجي عبد الله . بعاشور الناجي ! أظنه كذلك . فالرجل له ذات سمت (عاشور) قوة من مديد طاقة عرفانية . وإبتلاء من مخصوص الممتحنين . واخلاط من العفوية والعناد ومسيرة تضمخت بالدم والعرق العرفاني عند مقامات الفداء لأهل الله . وإختبارات الصلابة بعد غاشية أيام بطش (سبع) مفاصلة الإسلاميين . يوم ان لاحقت خطوات العسس خطى (الناجي) لتبتلعه غرف الاستنطاق والحبوس ثم محارق المهاجر والفتى هو ذات الفتى الذي تشرف بنبش (هاند باك) علي عبد الفتاح امام طابور الرفاق حيث اخرج نوتة من مذكرات (علي) ومسجلة تحفظ بعض اي القران الكريم وشي من سدر قليل وقليل رمل وكثير فراغات بالجوانب تركها (علي) ربما إمتحانا لمن هم بعده فما حشاها بعده أحد

3
مضى (الناجي) في فلوات الارض الحرام . ما كسرته (شوطة) من بايع وأنكر . لزم ما عرف وأقام على ما وافق . لم يحزن على ما فاته . إن وجد شكر وإن فقد صبر . لكنه بين هذا وذاك اقام عزم البسالات فتطلع للأفق الجديد . نشط في عقال الإستدراك بما أضل وفقد فعاد بعرجة الجروح والمثاخن الى دور العلم فربح براءة (طبيب) والشعر قد عاد صباحا مسفرا . ليقرر الرجل بذاك (بيانا بالعمل) ان حياة المؤمن عودة بعد عودة . وأياب بالطموح فوق ذهاب جارحة الاحوال والظروف . فعاد (الناجي) يحمل كريم الدواء بعد ان ظن الجميع ان الكوليرا مثلما فعلت مع عاشور نجيب محفوظ تنبت الموت ولا تقيم الحياة .

4
مبارك للاخ الدكتور الناجي عبد الله تخرجه طبيبا . وهو عزم يليق بهذا الساعد المبارك والعقل الكبير . والروح الأبية . هي روح جيل لن يتكرر . فاق من سبقوه وسبق من تلوه . جيل باق فوق الارض ونبضه في ثريا اخيار تحت الارض وأبرار في عين السماء . جيل له فيما يرى الان صبر جميل وصمت أجمل .

يا الناجي مبروك والله . انت أظنك كما انت . عزيم . كريم . غشيم . صاخب . جهور البيان . حاد في لحظة وساكن في لحظات . طيب كطفل . قوي كصخرة . لطيف كنسمة . شديد كنفثة حر . لكنك من وسط هذه التباينات تظل دوما ..زول براك . تغيب وتجيب . وتتقدم ولا تتأخر . وإن تلكأت في الحضور .فحين تبرز لك ..الصدر والمقدمة . ياخ ..بارك الله ايامك

محمد حامد جمعة