هاجر سليمان | رمضان (كبس) والشعب (يبس)
شهر رمضان المعظم على الابواب الآن، وبينما هنالك فئة من الناس يستعدون له بشراء اللحوم وتجفيفها واقتناء الآنية الجديدة والاجهزة الكهربائية وشراء المواد الغذائية، نجد ان السواد الاعظم من الشعب وهو ما يفوق ٨٨% من الشعب عاجزين عن توفير لقمة يومهم ناهيك عن الاستعداد لشهر رمضان المعظم، وحتى الحقيبة الرمضانية اصبحت بمبلغ ضخم يعجز عن توفيره حتى كبار الموظفين، فهل يعقل ان تكون سلة رمضانية مكوناتها لا تكفى لاسبوع واحد قيمتها المالية تسعون الف جنيه ؟! انه لامر عجب، وانى لاحسب ان كل ما بالشعب من جوع وفقر وحاجة سببه السياسات الخاطئة التى اتبعها مجلس السيادة واصراره على الاحتفاظ بافشل وزير مالية يمر على البلاد على الاطلاق وهو جبريل ابراهيم.
وزير المالية فاشل بكل المقاييس طالما انه يعتمد على المواطن فى تمويل الدولة وانفاقها، ويخطط بكل ما اوتى من قوة لتوسيع قاعدة الجبايات والضرائب، ومصر الشعب وتحريره من آخر نقطة دم تجرى فى عروقه.
لا البرهان ولا جبريل اكثر فهماً من الذين سبقوهما فى تجربة الحكم، بل نجد ان الرجلين تنقصهما الخبرة والدراية، ويعانيان من القصور فى الرؤى والاندفاع والرهبة والخوف والرضوخ لتوجيهات الدول والسفارات التى تتدخل فى الشأن السودانى بغرض الافساد لا الاصلاح كما تدعي.
المسؤول الاول والاخير عن الجوع والفقر والحاجة والمرض الذى اصاب انسان السودان هم هؤلاء القادة، بسبب غضهم الطرف وسعيهم الدائم لانفاذ مخططات غربية فاشلة، كان اولها سياسة بنك النقد الدولى وروشتاته التى قادت لهذا التردى الاقتصادى، ومازالت تقود الى مزيد من الفقر والجوع والتفكك وسط المجتمع.
إن اللهث وراء سراب البنك الدولى واصدقاء السودان والسعى بين الدول التى تحيك مؤامراتها ضد الوطن وتدفع اموالاً طائلة للاعداء نظير تفكيك السودان ادخل البلاد فى نفق مظلم لا ضوء يبرق فى آخره، اللهم الا بعض الفسيفساء التى تشير الى احتمالية اندلاع حروب اهلية طاحنة قد تقود الى تفكك البلاد الى دويلات صغيرة تنهى بذلك وحدة السودان.
وها هو العام الخامس لثورتنا يطل والاوضاع تسير نحو الاسوأ والفقر يحدق بالشعب وارتفاع معدلات التضخم مستمر والدولة فى اسوأ اوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والامنية، وكل هذا يعزى لضعف القيادة وعجزها عن القيام بدورها كاملاً فى خدمة الشعب ورفعته.
والمؤسف حقاً ان القادة الحاليين فقدوا البوصلة وضلوا طريق الوصول. والمصيبة الاكبر انهم مازالوا يكابرون ويصرون على التشبث بكراسى السلطة دون اتجاه لايجاد حل مناسب يحفظ للبلاد هيبتها وسيادتها ويحفظ للمواطن مكانته.
وفى هذا الشهر الكريم سيتساوى الجميع فى الصوم، ولكن ستكون هنالك آلاف الأسر بلا افطار ودون وجبة، اللهم الا يقظة بعض الشباب الذين سخرهم الله لنجدة المحتاجين. وستفطر آلاف الاسر على الماء وبعض التمر، وهنالك مئات الاسر ستتناول افطارها داخل عنابر المستشفيات وفى ازقتها، فالاصحاء ارهقهم الفقر والجوع والمرضى انهكهم المرض، ونسأل الله ان يخفف على عباده.
صحيفة الانتباهة