محمد عبد الماجد يكتب: برومو مناوي عن (الحرب)
(1)
لو تذكرون كان ابراهيم الحوري رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق يهدد من حين لآخر بالانقلاب العسكري ، كان البرهان وحميدتي نفسهما يضعان الجميع تحت ضغط حدوث انقلاب عسكري في أي لحظة، وكان السيناريو يصل حد مخاطبة البرهان لقوات المدرعات في الشجرة بعد فشل محاولة انقلاب (وهمية) وكانت المحاكمات والاتهامات تتم على هذا النحو. ولنا في ذلك تجربة سابقة عندما تم اعتقال صلاح قوش بسبب اتهامه بالتخطيط لانقلاب عسكري فاشل وضع بسببه في السجن ثم اخرج بعد ذلك ليعود الى منصبه بصلاحيات اكبر وحرب على (القطط السمان) ، مثلما اخرج قبله ود ابراهيم وغيرهم من القيادات العسكرية التى تقوم بمسرحيات انقلابية يقولوا عنها (فاشلة) ولكنهم كانوا يقصدون هذا الفشل، فقد كان نجاحها في فشلها.
عشنا اياماً عصيبة من مسلسل الانقلابات العسكرية ، وكانت الانقلابات العسكرية مثل حفلات محمد الامين في نادي الضباط تحدث في ليلة الجمعة دائماً من كل اسبوع .. مثل انقلاب 30 يونيو 1989م الذي حدث في ليلة الجمعة.
والنظام البائد كان يهدد بالفوضى والتفلتات في حال سقوط النظام وكانت الحكومات التى سوف تأتي بعد الانقاذ كلها مهددة بالانقلاب عليها عسكرياً.
الآن دخلنا الى الموجة الثانية من التهديدات .. وهي التهديد بالحرب فقد اصبح الاعلان عنها امراً لهم فيه مآرب اخرى ، او مآرب واضحة لا تخفى على احد . فهم كلما ضاقت عليهم حلقاتها بدأوا في مناوشات وتحركات عسكرية تنبئ عن اقتراب وقوع الحرب وعن زلفى نشوبها ليعود السكون الى البلاد وليصمت الجميع ترقباً لحرب لن تحدث.
(2)
انظروا الى الاطراف التى تتربح من الترويع والإعلان عن الحرب ، وتروج لها وتحذر منها وهي في الحقيقة تهدد بها، رغم ان وقوع الحرب سوف يدفع ثمنه الجميع … اول من يدفع ثمن الحرب الذين اشعلوها.
الفلول سعداء بهذه الوضعية التى ترضي غرورهم .. وتجعل البلاد في كف عفريت وتحت التهديد.
وآخرون يتحركون في هذه الاجواء من اجل ان يحصدوا المزيد من الارباح ويحققوا المزيد من المكاسب الخاصة.
حذر حزب الأمة جناح مبارك الفاضل من اندلاع وشيك لحرب أهلية بين المكونات العسكرية بسبب الصراع على السلطة… ومبارك الفاضل هذه هي البيئة التى يتحرك فيها.
يمكن ان نجد العذر لمبارك الفاضل على بيان حزبه (الفردي) الذي حذر فيه من الحرب وهو يروج لها ، فهو خارج السلطة، ما بال مسؤول رفيع في الدولة يتحدث عن الحرب وعن اقتراب وقوعها لينشر الرعب والخوف في قلوب المواطنين.
قطع رئيس حركة جيش تحرير السودان والقيادي بالكتلة الديمقراطية مني أركو مناوي بأن هناك حشوداً عسكرية من الطرفين (الجيش – الدعم السريع) واستدرك: هذه الحشود لا تُرى في الشوارع لكن هناك نقل للجنود من الولايات إلى الخرطوم ، واضاف: هذه الحشود تحدث عن تحديد ساعة الصفر وكل الشارع يتحدث عن الخلافات الأمنية العسكرية.
مناوي سعيد بان تنتقل الحرب الى الخرطوم التى يسكن في قصورها.
هذا التصريح يدعو الى الفوضى والتفلتات الامنية ويعرض استقرار البلاد وأمنها للخطر .. لو كانت هنالك حكومة حقيقية لقامت بمحاسبة مناوي على هذا التصريح المروع الذي لم يكن يطلقه حتى عندما كان يقود قوات حركته في حرب ضد الحكومة.
كان رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان قبل انقلاب 25 اكتوبر قد اغضبه عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان كثيراً عندما طالب من الشعب ان يهب ليحمي ثورته من احدى مسرحيات الانقلابات العسكرية.
الآن لماذا لا تغضبكم مثل هذه التصريحات؟ التى تؤكد وقوع الحرب وتتحدث عن حشود عسكرية تتوجه نحو الخرطوم.
من يتحدث عن تلك الحشود مسؤول رفيع في الحكومة وليس في المعارضة.
(3)
هذه البلاد سوف تبقى ان شاء الله مستقرة وآمنة ومستقرة أبى من أبى ورضي من رضي .. وستنتصر عاجلاً او آجلاً ثورة ديسمبر المجيدة التى لم يعرفوا ان يهزموها بالحقائق والصدق فاتجهوا لهزيمتها بالإشاعات والكذب.
هم يدركون ان النمو الاقتصادي والتطور والانتصار لا يتحقق في هذه الاجواء التى يشيعون فيها اخبار الحرب ، بعد ان ضربوا استقرار البلاد في الفترة الماضية بالتفلتات الامنية والفوضى والنزاعات القبلية ففشلوا في ذلك فاتجهوا اخيراً الى مربع الحرب.
سنمر بالكثير من الازمات لكن الوعي الذي يمتلكه الشعب السوداني والثقة التى ما زلنا نضعها في القوات المسلحة قادرة بإذن الله وتوفيقه في تجاوز هذه الازمات وفي الانتصار في النهاية من اجل الوطن.
سوف يسقط كل الذين يعملون من اجل الوطن وسينكشفون ويتعرون ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس.
(4)
بغم
في هذا التوقيت ومن اجل الوطن مطلوب من البرهان وحميدتي المزيد من التنازلات لا المزيد من المكاسب.
التضحية اذا كانت بثمن او من اجل منصب لن تكون تضحية.
الشهداء الذين قدموا ارواحهم من اجل الوطن لم ينتظروا محاكمة الذين قتلوهم.
ضعوا الوطن امامكم .. وتحركوا ولا تفعلوا عكس ذلك.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة