زاهر بخيت الفكي يكتب: بدون لف ولا دوران..!!
علمونا في أساسيات علم السياسة، أنّ السياسي الناجح، هو من يمشي بين الناس بشخصيتين، ولديه قُدرات فائقة على التفريق بينهما، شخصية عادية يمشي بها بين الناس، ويُكمِّل بها دائرة الحياة، مع أهله ورفاقه ومع أسرته، وهي الشخصية التي يرتاح بها مع من حوله، من عبء السياسة، ويُلقي فيها أثقال تبعاتها، والشخصية السياسية الأخرى هي شخصية اعتبارية، يتحمّل صاحبها تبعاتِ الفعِلِ السياسي، للحزب أو الكيان الذي ينتمي إليه، أو تبعت منصبه، والشاطر من يستطيع أن يفصِل بينهما، ومن ينجح في عدم خلط الملفات مع بعضها البعض، طبعاً ما أوردته هو تعريف نظري مُبسط، لا أعني به من تصدروا المشهد، من جماعةِ اللت والعجن.
تفتكروا (الأن) عندنا سياسيين يستحقون حقاً التذكير بواجباتِ المنصِب..؟
كم من مرةٍ ذكرنا، فيها السادة دقلو، وحدثناهُما بأنّ لا تُشخصنوا الخُصومات السياسية، وطالما دخلتما بارادتكما وادخلتُما أنفسكما، دون أن يُطلب منكما في المطبخ السياسي، فاصبرا على سهام النقد، ولا تُكثرا من الطلة، وكثرة الطلة كما يقول أهلنا، بتمسِّخ خلق الله، وهذه ليست المُشكلة، فالمُشكلة الحقيقية أنّ البتكلّم كثير، قالوا بغلط كتير، إذ لا يُعقل أن يكون وجودكما، بهذا الشكل الكثيف، وما من يومٍ أشرقت شمسه علينا، إلّا ولكُما فيه اطلالة للشكوى، تُحدثوننا فيها عن ما حلّ بكما من أذى، من الشُركاء المدنيين، أو من غيرهم.
(طالب نائب قائد قوات الدعم السريع الفريق، عبد الرحيم حمدان دقلو، بتسليم السلطة للشعب، وقال عندنا رسالة لإخواننا في السلطة، نقول لهم سلموا السلطة للشعب، بدون لف ولا دوران، وأضاف دقلو الفي صدورنا كثير والصامتين به كبير، ولكن ما دايرين نبقى سبب، فلان عملها مادايرين نبقى فيها سبب أبدا، لكن لن نتزحزح ولن نرجع من المبادئ الأساسية التي تجمع الشعب السوداني وتنصف الشعب السوداني، وتطلع خيراته ليستفيد منها، ومضى في القول، من الليلة وصاعدا بعد موت الشهيد ربنا يرحمه، لن نسمح باي قتل للشباب المتظاهرين، ولن نسمح بأي إعتقال للسياسيين.)
من يُحدِث عبدالرحيم دقلو، بأنّ الحديث في المنابر يختلِف، عن الحديث في غيرها، وبما أنّك أصبحت قائداً رضينا أم أبينا، فأي كلمة تتفوّه بها الأن، لها ألف معنى ومعنى، واعلم بأنّ استخدام لغة التهديد في زماننا هذا، لا قيمة لها، فمن تُهدِّد فيهم، هم شُركاء معك، فالتنصُل منهم، ومن أفعالهم لن يفيدكم في شي، والحديث المكرور عن دوركم في ما مضى، وتذكير الناس بما فعلتموه، وانتظار الجزاء منهم، أيضاً لن ينفعكُم، وما ينفعكم الأن طالما ارتضيتُم السير في درب السياسة، أن تحتملوا ما فيه من أشواك، وأن تلزموا الصبر على مُنعرجاته.
ما أود السؤال عنه قبل الخروج يا دقلو..
هل كُنتُم من قبل تسمحون بقتلِ المُتطاهرين يعني..؟
وأظنك ردت على سؤالي ضمنياً في حديثكم.
ألم أقُل لك البتكلّم كتير بغلط كتير
صحيفةالجريدة