نصر رضوان | ايقاف الصادر وتلاشى الانتاج بعد ثورة ديسمبر ، لماذا ؟
كل من يتابع القنوات السودانية لا يجد فيها غير حوارات جدلية تكرر نفس الموضوع فى نفس الوقت بنفس اولئك الاشخاص الذين افسدوا مساعى حكومة الانقاذ فى اشاعة ثقافة الانتاج وسط الشعب السودانى الذى كان يدمن السياسة منذ الاستقلال ويترك الانتاج وهذا ما ادى الى اغتراب معظم الكفاءات السودانبة الى دول الخليج ثم الى اوربا وامريكا وكندا منذ ستينات القرن الماضى .
لقد شكلت النخب اليسارية والعالمانية( معارضة هدامة) لكل الحكومات الديمقراطية والعسكرية التى توالت على السودان منذ الاستقلال .
دعونا نركز على الشخصيات المعارضة التى استعملت كل الاساليب غير الشرعية بغرض اسقاط حكومة الاسلاميين( 1989-2018) فلقد كان الداعم الاوحد لتلك الشخصيات هى ( قوى الصهيونية اليهودصليبية فى امريكا واوربا واسراييل وتوابعهم من بعض دول العرب وافريقيا التى تسخر قادتها مخابرات الصهاينة لتحقيق مصالح شركات تلك الدول الامريكواوربية العابرة للقارات التى تريد ان تظل تحتكر ثروات بلادنا الافروعربية بالذات بعد ظهور الصين كمنافس قوى لذلك المحور الصناعى الامريكواوربى الدولارى) . كل قادة الاحزاب والحركات المسلحة التى عارضت حكومة الانقاذ من الخارج بحجة ان انقلاب البشبر كان قد قوض الديمقراطية هم قادة دكتاتوريون لم ينفذوا الديمقراطية فى احزابهم حتى فى اثناء حكم الصادق المهدى بعد انتخابات عام 1968, وهو مما جعل انقلاب البشير ضرورة وقتها للحفاظ على كيان السودان وبقاؤه كدولة موحدة بعد ان كاد جيش قرنق ان يدخل الخرطوم بالقوة مما كان سيؤدى بالتأكيد الى تقسيم السودان وقتها لان شعب شمال السودان حينها كان لن يستسلم أمام الحركة المدعومة من صهاينة امريكا واوربا واسرائيل الذى كانوا قد كونوا جيش قرنق وسموه ( الحركة الشعبية لتحرير السودان) .
اعود الى الجدل المستعر الذى يدور الان ويعطل شعبنا عن الاستقرار والانتاج وهو جدل عقيم حول مشكلة حدثت بين نفس الاشخاص الدكتاتورين الذين رفضوا الحوار مع حكومة البشير بحجة ان ما قام به البشير عام 1989 كان انقلاب تمت شرعنته بانتخابات مما ادى بتلك الشخصيات الى رفض المشاركة فى حكومة الوحدة الوطنية( 2017-2018) ورفض المشاركة فى الانتخابات التى كان من المفترض ان تجريها تلك الحكومة عام 2020 بحجة انها كانت ( ستزور ) .
الان فان نفس الجدل يتكرر والخلاف هو حول اذا ( ما احدثه البرهان فى 25 اكتوبر 2021 انقلاب ام تصحيح مسار ) ؟ وان اولئك الاشخاص يتحدون بانهم لابد من ان ( يقتلعوا ) ذلك الانقلاب بالقوة بدفع الشباب الى محاربة الشرطة واستنزاف موارد البلاد بالصرف على تلك المعارك اليومية بين المتظاهرين والشرطة وتهييج المشاعر واشاعة روح الانتقام بشعارات ( الدم قصاد الدم وما بنقبل الدية وامثالها من الشعارات التى ظل يحفظها لهم اساطين المخابرات الصهيونية من اجل تسعير الفتنة واشاعة الجدل العقيم فى بلادنا )
السؤال الان لهؤلاء الاشخاص الحزبيين العالمانيين اللادينيين : كيف ستسقطون الانقلاب؟ وهل انتم مفوضون من كل الشعب لاسقاط الانقلاب؟
لقد بدأوا الامر اولا برفع شعارات غير واقعية ( لا تفاوض ولا شراكة ولا مساومة مع الجيش ) وحرضوا الشباب على قتال القوات النظامية ،ثم لما ادرك بعضهم خطل ذلك القول ،جلس بعضهم للتفاوض مع الجيش مرارا الى ان توصلوا الى ما سمى ( بالاتفاق الاطارى ) وهم الان مختلفون حول هذا الاتفاق مما جعل ( اس الفتنة ومنبع الخلاف منذ الاستقلال ،اقصد الحزب الشيوعى ان يبدأ بالامس الاتفاق مع حزب البعث الذى هو حزب قومى عربى قائم على فكر الحزب الشيوعى الالحادى مع بعض التعديلات القومية ، وقالوا: ان ذلك الاتفاق هو بداية لتجميع اكبر عدد من الشعب ليبداؤ من جديد فى عمل ثورة جديدة على ( كل ما مضى ) لينتزعوا السلطة من الجيش بالقوة مهما استغرق ذلك من وقت ومهما كلف ذلك من ارواح تحت شعار ( لو انهم ماتوا هم لحاربت مقابرهم الجيش ، وكذبوا ونافقوا فهم لم يقتل منهم احد فى تظاهرة حتى الان، انما يريدون ان يحرضوا الشباب على اثارة الفوضى وركوب الرأس ليقتل الشباب من ان اجل ان يستلموا هم السلطة ويجنوا الثروة ) .
اعود فاقول ان نفس هذه الشخصيات هى التى شيطنت الجيش قبل واثناء ثورة ديسمبر ثم بعد ان اضطر الجيش للتفاوض معهم حقنا لدماء المعتصمين والمتظاهرين قاموا باقصاء شباب الثورة وكتبوا الوثيقة الدستورية مع قادة الجيش ( الجدد) ومجدوا قادة الجيش والدعم السريع الذين وقعوا معهم ( وثيقتهم الدستورية عام 2019 التى كتبوها هم كاشخاص بدون تفويض من الشعب وبموجب تلك الوثيقة سلموا رئاسة الدولة (لقائد الجيش الفريق البرهان لمدة 24شهر ) ثم رفضوا عمدا تكوين ( مجلس الشعب اى المجلس التشريعى وفقا لم نصت عليه وثبقتهم الدستورية وذلكحتى لا يشارك معهم الشعب فى الرقابة على اداؤهم التنفيذى ، وكانوا ينتظرون ان تؤول لهم السلطة المطلقة بعد مضى ال 24 شهر ولكن الله تعالى جعلهم يتنازعون الوزارت والسلطة والثروة مما اضطر الجيش للتدخل بقرارات 25 اكتوبر .
لقد شيطن أولئك الاشخاص كل من عمل موظفا فى حكومات البشير المتعاقبة واعتبروه خائن للشعب معاون للبشير على ظلم الشعب ، مع انهم هم كاشخاص من شاركوا البشير فى الوظائف الحكومية التى منحها لهم اتقاءا لشرهم وليصرفهم عن العمالة للامريكان ،ومع ذلك راحوا يشيطنون كل من عمل حتى فى القطاع الخاص كمسنثمر اثناء حكم البشير .
ان من اكثر المجادلين المحرضين هو محام فى حزب البعث ظل يعمل فى عهد البشير ويترافع امام المحاكم وكان يعيش هو واسرته فى مستوى معيشة افضل من كثير من القضاة والمحامين الاسلاميين وضباط الجيش وبعض رجال الاعمال ولكنه بعد الثورة اخذ يشيطن فى كل اولئك ويخونهم لانهم لم يسقطوا ( حكم البشير ) ثم انه بعد الثورة فرض نفسه بدون تفويض من الشعب ( ربما بالشرعية الثورية- كما تخيل له نفسه ) فرض نفسه مسيطرا على مصائر كل الناس حتى المستثمرين الاجانب، فما هذا ؟ واى ديمقراطية تلك ؟ ولقد فعل هو ومن معه فى ما سموه ( ازالة تمكين الانقاذ) وهو تكرار لما فعله نفس هولاء الاشخاص من اتباع الاحزاب الدكتاتورية اليسارية اللادينية بعد ثورة 1985 وسموه ( ازلة اثار مايو ) فافشلوا كل حكم مر على السودان منذ عام 1985 حتى يومنا هذا .
((ما الذى حدث بعد الثورة ؟ وكيف توقفت كل الحركة الانتاجية وتعطل دولاب العمل ولماذا ؟
– اذا قلنا ان حكومة البشير كانت تصدر منتجات مختلفة وهى محاصرة بمبلغ يقدر بحوالى 30 مليار دولار فى العام ،فما الذى جعل ذلك الصادر بدلا من ان يزيد بعد الثورة يتوقف وتستجدى حكومات د.حمدوك البنك الدولى وغيره من اجل الحصول على 5 مليار فقط او اقل مع ان الحظر كان قد رفع عنا ؟
الاجابة : ان من تسبب فى كل ذلك هم هؤلاء الاشخاص الذين ( سرقوا الثورة وزينت لهم انفسهم سؤ اعمالهم ورفضوا مقترح الجيش بان تقام انتخابات بعد سته اشهر من سقوط حكومة البشير واشترطوا ان تدوم الفترة الانتقالية لاربع سنوات بحجة ان الاسلاميين سيفوزون بالاتتخابات المبكرة ، وهم بذلك كانوا قد نافقوا وكذبوا ونصبوا انفسهم اوصياء على الشعب وجهلوه لان شعبنا كان ومازال يعرف من سيختار ولو اقيمت الانتخابات بعد يوم واحد من سقوط حكومة البشير ) ،فما هو الحل الان ؟
– الحل هو ان يفعل ولى امرنا الفريق البرهان ما قاله سيدنا عثمان: ( ان الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقران)، وان يتصدى اهل الاعلام والدعوة الى الله واهل الحل والعقد لاولئك العالمانيين الضالين ويقهروهم بالحجة ويبينوا ضلالهم للشباب وعامةالشعب وان يعينوا ولى الامر على ان يحسم تلك الفوضى ويوقف المجادلين .
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضلَّ قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [الزخرف: 58] ))
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّ أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم )).
ختاما فاود ان اذكر بانه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية قام الشباب فى اليابان بعمل ورش صناعات صغيرة استخدموا فيها حطام الطائرات الامريكية التى اسقطها اليابانيون وحطام المعدات الحربية الاخرى فى صناعة دراجات بخارية ومكنات احتراق داخلى صغيرة ومنذ ذلك الوقت تطورت تدريجيا صناعة السيارات وغيرها من الصناعات الالكترونية والمعدات الكهربايية المنزلية التى غمرت بها اليابان اسواق العالم منذ خمسينات القرن الماضى ، فمثلا السيد ( هوندا ،مالك شركة هوندا للسيارات ) كان شابا بدا صناعة الدراجات البخارية فى ( راكوبة ) فى الشارع بعد الحرب العالمية الثانية والان وطور شركته هوندا التى تصنع افخر السيارات الان،وهذا ما قام به الشباب الالمانى ايضا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية فاصبحت المانيا واليابان هما عمالقة الصناعة العالمية بعد تلك الحرب وحتى الان . على شبابنا ام يغيروا للافضل ويجيبوا داعى الحق ويتبعوا اهل العلم الصلاح والتقوى.
صحيفة الانتباهة