مقالات متنوعة

بخاري بشير | ضبط مصطلح (الفلول)!

خرج (مركزي الحرية والتغيير) بتصريحات أكد من خلالها استمراره على الوقوف في ذات المحطات القديمة.. وقال إن العملية السياسية لن تنتظر أحداً؛ هذا ما قاله السيد الواثق البرير الأمين العام لحزب الأمة؛ والقيادي البارز في المجلس المركزي.. ولكن بالنظر الى واقع الحال على الأرض نجد أم (مركزي التغيير) قد انتظر ولا زال ينتظر؛ فالقول إن العملية السياسية لن تنتظر أحداً اصبح مجرد حديث للاستهلاك السياسي.

العملية السياسية الآن في مرحلة تفاوض مستمرة هذه الايام بين مركزي التغيير-كموقع على الاتفاق الاطاري- وبين المجموعات الرافضة للاطاري مثل (مجموعة الكتلة الديمقراطية).. وتوصيف هذه العملية التفاوضية هو انها نوع من انواع الانتظار.. واذا كانت مجموعة المركزي مصرة على عدم انتظار أحد؛ لماذا دخلت في هذا التفاوض منذ البداية؟.. ولماذا لم تستطع حتى اليوم؛ اكمال (التوقيع النهائي) واعلان حكومتها؟

أما قول السيد البرير (ان ما يجري من تفاوض اليوم بين الطرفين ليس اتفاقا اطاريا جديدا)؛ أيضاً يناقض الحقيقة البديهية؛ فمجرد دخول اطراف رافضة للاتفاق الاطاري في تفاوض؛ هذا يعني أن هذه الاطراف لديها رؤيتها حول النصوص؛ وهو ذات الكلام الذي يمكن الرد به على حديث الناطق الرسمي باسم مجموعة المركزي السيد جعفر حسن الذي قال إن الاتفاق الاطاري غير قابل للتعديل؛ فقد نقلت عنه وسائل اعلامية قوله: (لا تعديل في الاتفاق الاطاري).. فكيف تفاوض اطرافاً رافضة؛ وهي تعلم أنه لا تعديل على الاتفاق؟ فهذا كلام يرفضه المنطق.. في ظني أن الشعب السوداني شعب واع ومن أكثر الشعوب فهماً للسياسية.. فمجرد وجود جلسات تفاوضية هذا يشير الى أن هناك (نصوصاً قابلة للتعديل وللحذف والاضافة)؛ والا لكانت الجلسات قد انتفت تماماً.

أغرب ما في تصريحات قادة (مركزي التغيير)؛ قولهم: (انهم لن يسمحوا باغراق العملية السياسية بواجهات الفلول).. وهنا نتساءل عن معنى مصطلح (الفلول).. وما هي الاطراف التي يعنيها المجلس المركزي بكلمة (الفلول).. خاصة ان الكلمة (ترددت) كثيراً ولم تخلُ تصريحاتهم منها.. اذا كانوا يعنون بالفلول الجهات التي شاركت نظام البشير في الحكم؛ فينبغي أن يكون المصطلح أكثر (ضبطاً).. لأن الجميع يعلمون ان هناك موقعين على الاطاري قد شغلوا مناصب وزارية في عهد البشير.. والأسماء كثيرة ومعلومة وأي مستجد سياسة يعلمها.. أما اذا كانوا يعنون بالفلول أي فرد أو جهة اشتغلت في عهد البشير وتنتمي لتيارات (الكيزان أو الاسلاميين).. فانه من المعلوم تماماً عدم مشاركة المؤتمر الوطني في أي نشاط خلال الفترة الانتقالية؛ وهذه الفقرة ظلت (محفوظة) لكل الناس ولم تخلُ منها وثيقة أو خطاب.

ان مركزي التغيير اذا لم يتجاوز هذه المحطة.. وأعني بها كثرة استهلاكه لمفردة الفلول؛ فان حال العملية السياسية لن ينصلح.. وليتهم اكتفوا فقط بأن الحزب المحلول لن يكون جزءاً من العملية السياسية.. أما اذا كانوا يقصدون الذين شغلوا مناصب وشاركوا في فترة حكم البشير فان (القائمة طويلة) وينبغي أن يتم الابعاد للجميع على قدم المساواة.

صحيفة الانتباهة