زاهر بخيت الفكي يكتب: لا يا ثوار لا للبُمبان..!!
وقفتُ على خبرٍ مُثيرٍ للضحك والسُخرية أوردته (الجريدة) في موقِعِها، يقول بأنّ الشرطة تتهم الثوار بمهاجمتها باستخدامِ الغاز المسيل للدموع، والحصب بالحجارة والزجاج والنبال والملتوف الحارق، إضافة لتتريس الطرق الرئيسية باستخدام الانترلوك والحجارة، وجاء هذا الاتهام ضمن بيانٍ طويلٍ لها، عقب تظاهرة يوم الخميس 9/فبراير، التي اندلعت في مُدنِ الخرطوم.
ما جاء في بيان الشُرطة، أعادني للخبر الأنموذج، في مناهج الصحافة (الرجل عضّ الكلب)، الذي يُشابِه إلى حدٍ بعيدٍ خبر الشُرطة المُدهِش حقا (الثوار أطلقوا البمبان على الشُرطة)، ونخشى إن استمرت الأحوال على ما هي عليه الأن، أن نقرأ يوماً في الأخبار بأنّ الشُرطة خرجت ببيانٍ آخر تطلُب فيه الحماية من بطش الثوار، وتُعلِن بعدها عن انزال شعارها المُحترم (الشُرطة في خدمة الشعب) المرفوع بشموخ في أعلى جُدران مكاتبها، والذي كان (مرفوعاً) أيضاً في هامة المواطن، يوم أن كانت الشُرطة تسعى بجدٍ واجتهاد في خدمته، وحمايته من اعتداءات الغير عليه.
لم نعترِض في يومٍ من الأيام، على الاتهامات المُستمرة التي ظلّت توجهها الشُرطة للثوّار، لقناعتنا بأنّ من بين الثوار من لا يتوانى من الرد على عُنف (بعض) أفراد الشُرطة، بالمُتاح لديه من أدواتِ الدفاع عن النفس، بنبلةٍ أو حجر أو غيرها من الأدوات، أو حتى بزجاجة ملتوف كما تزعمون، من باب الدفاع عن النفس، وكُلما زادت حدة العُنف، كُلما تطوّرت أدوات (البعض) منهم للدفاع عن أنفسهم، ورُبما ليسو من الثوار وهذا رأينا، فالمدسوسين على قفا من يشيل، ولكن أن يصل الاتهام إلى حد اطلاقهم للغاز المُسيل للدموع ضد قوات الشُرطة، فهذا ما لا يجب أن تذكروه في بياناتِكُم، حتى وإن ثبت استخدام بعضهم لعبواتٍ منه، وهذا يدفعنا (إن) صح الخبر لسؤالِكم.
من أين جاء الثوار بالغاز المُسيل للدموع..؟ أعني العلب المعروفة ومُبرشمة
فهل يُوجد في السودان من يُصنِّع أو يستورد هذا المُنتج غير الشُرطة..؟
إن كان الرد بالايجاب فمن السهل عليكم الوصول للمصدر، لا لايقاف استخدامه ضدكم في التظاهُرات، بل من باب مسؤوليتكم أنتم كشرطة مُهمتِكُم الأولى هي حماية المواطن، من أي ضررٍ قد يقع عليه من الغير، وحمايته من نفسه أيضا، وحسب علمنا أنّ تصنيع هذا العبوات، عملية مُكلِّفة وفي غاية التعقيد، أمّا إن كان الرد بلا، وأنّ الشرطة هي الجهة الوحيدة المُخوّل لها بصناعة واستيراد عبوات البُمبان، فابحثوا عمّن أوصلها للثوار، فالفارِغ من العُبوات التي أطلقها عليكم الثوار يدلكم على مصدرها، وإلّا فنخشى من يومٍ تخرجون فيه علينا، ببيانٍ آخر مضمونه مُصادمة الثوار لكُم بسياراتٍ مُصفّحة.
بحّ الصوت، ونفد مداد أقلامنا، من كثرة مُناشداتنا، لمن جلسوا في مقاعِد المسؤولية، بأن لا تستخفوا بالعُقول، وابحثوا بعيداً عنّا عن أوراقٍ للتوت لتوارون بها سوءاتكُم المكشوفة.
صحيفة الجريدة