محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: وطن للبيع

 السباق الآن بين المسؤولين في السودان سباق لبيع الوطن، ويشتد السباق والتنافس في ذلك حتى انه يصل في احيان كثيرة لمرحلة الصراع.
 اخشى ان نصل الى درجة نصل فيها الى بيع الوطن (خردة)، فالمزاد مفتوح الآن لكل دولة ان تدخل بمبادرتها لتكون غطاءً لتحركاتها ولتشرعن من خلالها مطامعها.
 لو ان التنافس بينهم كان من اجل الوطن ومن اجل البناء بنفس الدرجة التى يتنافسون فيها على مصالحهم وخراب الوطن لحققوا لهذا الوطن الكثير من الانجازات ولجعلوه في المقدمة مع الدول المتقدمة والمتطورة والمستقرة.
 لقد نزلوا بنا الى درك لم نعد نطمع فيه بأكثر من ان يكون الوطن (مستقراً)، اصبح (الأمن) اقصى غاية الاحلام.
 لم نعد نحلم بأكثر من ان يكون كوبري (المك نمر) غير مغلق. ما دون ذلك فكله ترف بما في ذلك فتح شارع القيادة.
 الذين يسرقون الوطن وينهبون ثرواته ويضربون امنه واستقراره هم المسؤولون، هم الذين يحدثونكم عن الوطنية، لا احد غيرهم مع ذلك فان الذين يحاسبون على ذلك من عامة الشعب، بل من الابرياء منهم.
(2)
 ماذا يمكن ان نسمي هذا ؟ هل يمكن ان يكون التطبيع مع اسرائيل فقط في حدود (الجيش)؟
 انه تطبيع (عسكري).
 أجرى رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ووزير الخارجية الإسرائيلي، الخميس، مباحثات في بيت الضيافة بالخرطوم، أحيطت بسياج عال من السرية. ووصل وفد إسرائيلي بقيادة وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين، ومدير الوزارة رونين ليفي، والمتحدث العسكري ارييه شاليملر وآخرين، للسودان في زيارة استمرت لساعات بحسب مصادر. واقتصرت اللقاءات والمباحثات مع الوفد الإسرائيلي على قادة الجيش السوداني دون أجهزة الدولة الأخرى. وأكدت مصادر خاصة لـ«سودان تربيون» عدم مقابلة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» للوفد الإسرائيلي. وكشفت المصادر عن عدم علم قيادة الدعم السريع بالزيارة أو إخطارها بذلك، كما لم يجتمع الوفد الإسرائيلي معها. في سياق متصل، قالت مصادر في وزارة الخارجية لـ«سودان تربيون» إن الوزارة لا علم لها أيضاً بالزيارة التي تم تنسيقها بواسطة قيادة الجيش بطلب من رئيس مجلس السيادة. وقال دبلوماسي رفيع المستوى لـ«سودان تربيون»: “لا نمتلك أي معلومات حول الزيارة”.
 صراع المصالح يبلغ ذروته!!
 كان رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان يرفض في كل تصريحاته وخطاباته (العسكرية) تدخل المدنيين في (الجيش) ، وكان يصر على ان يكون (الجيش) جزيرة معزولة، في الوقت الذي يتدخل فيه (الجيش) في السياسة والعلاقات الخارجية و(الدبلوماسية) ويعقد لقاءات خاصة ومنفصلة مع دولة كان يطلق عليها (الكيان الصهيوني) و (العدو الاسرائيلي) . يحدث ذلك دون ان يعلم نائب البرهان في مجلس السيادة شيئاً.. وبعيداً عن وزارة الخارجية المختصة بمثل هذه الملفات.
 مثل هذه الصفقات تبقى صفقات مريبة في حكومة يغيب فيها المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ورئيس الوزراء، ويبدو الآن ان مجلس السيادة ووزارة الخارجية ايضاً يغيبان عن المشهد.
(3)
 دول الجوار والدول الاجنبية كافة بما في ذلك اسرائيل تتسابق في ظل هذا الفراغ الدستوري على السودان.
 القصر الجمهوري اصبح مثل مسرح العرائس.. يتحرك فيه اعضاء مجلس السيادة من على البعد ومن وراء ستار.
(4)
 بغم
 ايها الشعب السوداني البطل : لا تجعلوا ثمن وطنكم رخيصاً اذا كان لا بد من البيع.
 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة