حيدر المكاشفي يكتب: المشير أمين حسن عمر
نصب القيادي بالحركة الإسلاموية والمتنفذ السابق بالنظام البائد، أمين حسن عمر، نفسه قائدا أعلى للجيش السوداني برتبة مشير (تلمع نجومو في الكتوف)، وهي في التراتيبية العسكرية أعلى رتبة ليس فوقها ولا بعدها رتبة، ما يعني عمليا ان القائد الفعلي للجيش ليس هو الفريق أول البرهان وانما هو المشير أمين الأعلى رتبة من البرهان، ولا نفتئت هنا على الرجل ولا نبهته بشئ نختلقه من عندنا، فقد أشار سعادة المشير أمين الى رتبته (الخفية) من طرف خفي، فأسمعه ماذا قال في لقاء اذاعي مبثوث، قال سعادة المشير الدكتور أمين حسن عمر، إنه لا يمكن أن ينسحب الجيش السوداني تجاه المعسكر الأمريكي، مبررا ذلك بأن معظم تسليح الجيش السوداني روسيا وأن وجهته أيضا روسية، وهو بهذا يحسم وجهة الجيش ومصدر تسليحه الوحيد، وما على البرهان الا ان يقول له بعد أداء التحية (تمام سعادتك)، ولاغرابة اذا كان الجيش بعد تمكين الثلاثين من يونيو لم يعد جيش السودان وصار جيش الكيزان المنتظم في ايدلوجيتهم والمؤتمر بأوامرهم، ولم يكونوا في يوم ما حريصين على تطوير الجيش وترقية ادائه وتعزيز مهنيته وقوميته، بقدر حرصهم على خضوعه لهم وخدمة توجهاتهم، فالمعلومة البدهية تقول ان تطوير وتحديث الجيش (أي جيش) وتزويده بأحدث النظم والأسلحة والمعدات العسكرية، تتطلب توسيع علاقاته وتعاونه العسكري مع مختلف الدول لتنويع مصادر تسليحه بما يمكنه من الحصول على الاسلحة المتطورة والحديثة من مصادر متعددة وليس روسيا فقط ..
في اشارة أخرى يشير المشير أمين الى ان البلاد الان تحتشد بحشد من الجيوش وتلك حقيقة، ولكنه لم يشر الى كم منها تملكه جماعته، فالمعلوم ان هناك خمسة تنظيمات مسلحة تشكلت مؤخرا، منها ما يعرف ب(قوات كيان الوطن) ويقودها كادرهم العميد الصوارمي خالد سعد، وتضم في عضويتها ضباط إسلامويين متقاعدين، ثم هناك المليشيا المسلحة المسماة (درع الشمال) وتضم مكونات قبلية من شمال البلاد، وكذلك قوات (درع الوطن) التي تضم مكونات إجتماعية في منطقة سهل البطانة بوسط السودان، هذا غير ما يسمى التحالف الأهلي لاسترداد الحقوق (تهراقا) في ولاية نهر النيل، ويضم هذا التنظيم جناحا عسكريا باسم (درع التحالف)، بالاضافة الى ما اعلنه كادرهم المك عجيب عن تكوين جناح عسكري لقبيلة الجموعية
التي تقطن حول مدينة أمدرمان، وليس سرا أن هناك مجموعة من القيادات العسكرية السابقة ومن القيادات الأهلية تنشط منذ فترة في تكوين قوة عسكرية بعدد من الدروع للوسط وللشرق وللشمال بمسمى (قوات الصمود)، وأن بعض هذه الأسماء العسكرية والأهلية معروفة من خلال نشاطها العام، وكل هذه المجموعات المذكورة أعلاه لها وجود حقيقي على الأرض وتقيم نشاطها السياسي وحتى العسكري، بل وتعلن جهارا نهارا عن فتح معسكرات للتدريب والتأهيل في الأقاليم..
صحيفة الجريدة