حسين خوجلي: الشريف يوسف الهندي يميط اللثام عن الراهن السياسي البائس
برغم القبح الذي نال من جسد وروح بلادنا، إلا أن فرقاء السياسة الراهنة العاطلين عن الفكرة والموهبة ما زالوا يحاولون جاهدين تجميل صورتهم البشعة في سوق التجريد والكلام.
وهذا يذكرني بالحكاية السودانية التي يرويها ظرفاء المدينة من الذين اغتالهم القفر والفقر وتكاثف الثقلاء. فقد جاء في المستطرف السوداني أن طالبين في كلية غردون التذكارية زارا يوماً الشريف يوسف الهندي الفقيه الأديب والمادح صاحب الديباجة والصوت الرخيم، أكرمهما الشريف كعادته وتبسط معهما حتى أزال عنهما وحشة المهابة، وفي ثنايا المؤانسة طلب أحدهما فتوى ساذجة تتعلق بشكلهم لا المضمون قال السائل:
لقد اختلفنا أنا وزميلي هذا اختلافا بائنا ترى أياً منا الأجمل، صمت الشريف برهة حتى يتيح لهما فرصة تغيير مجرى الحديث ولكنهما أصرا على السؤال وتلقي الإجابة، فرد عليهما مبتسماً في سخرية حميدة عُرف بها الرجل: اعلما أن تأسيس السؤال ابتداءً كان خاطئاً، فكان من الاوجب أن يكون أي منا القبيح؟
ضج الجميع في موال من الضحك الطويل واشتهرت الطرفة وصارت تشنيع الكلية، وفي المثال والاستدلال فإن المعنى واضح.
حسين خوجلي