صفاء الفحل تكتب: رئيس مجلس المبادرات
المفترض أن يكون مسمى قائد الانقلاب رئيس مجلس المبادرات بدلاً عن (السيادة) فيبدو أن كل من يدخل لمكتبه وهو يحمل في يده مجرد (فكرة) لمبادرة ولو كان طفل في الخامسة من العمر فإن سيادته سيرحب به ويعده بدعم تلك المبادرة وربما قدم له الدعم المادي للاستمرار في تلك المبادرة فالفكرة العامة هي اغراق البلاد في كمية من المبادرات المختلفة تحت شعار حق الجميع في المشاركة في الحكم في (الظاهر) وصناعة صراعات (دونكشوتية ) في الواقع.
وليس غريباً أن ينضم وزير ماليتنا قائد مليشيات العدل والمساواة أو (المواساة) بعد زيارته التاريخية بعد سنوات طويلة من (الزوغان) من أهله الذي يؤكد بصورة مستمرة بأن مليشياته ما قامت إلا لنصرتهم واسترداد حقوقهم المسلوبة، ليس غريباُ أن يقول بأنه قد إلتقى قائد الانقلاب وطرح عليه مبادرة جديدة لتكون بديلاً للاتفاق الاطاري وأن سيادته رحب بها ووعد بدعمها كالعادة.
ولا نعرف حتى الآن ماهو الجديد في مبادرة شيخ جبريل لأنها نزلت عليه فجاة من السماء ولم تعرض حتى الان على الشعب السوداني (الغلبان) وربما تكون عبارة عن (فكرة) لم تصل لمرحلة الصياغة بعد.
المبادرة التي تحمل رقم (مليون وسبعة عشر) على طاولة سيادته ماهي الا معاكسة لجماعة (الحرية والتغيير) ففي الواقع لم يتبق ما يمكن ان يقول لحل مشكلة السودان المستعصية رغم انها جميعها عبارة عن أوراق (كوتشينة) في يد البرهان الذي يقول بأن (الفورة مليون) كما قلنا في عمود سابق وسنكتشف بعد فترة قليلة بأنها مدخل جديد (للكيزان) من باب آخر.
اذا تنازلت (الحرية والتغيير) عن كرامتها وتراجعت عن الاتفاق الاطاري كما فعلت مع الوثيقة الدستورية بعد انقلاب الخامس والعشرون فإن ذلك يعني نهايتها بكل تأكيد ولن يصدق الشارع السوداني بأنها يمكن تعيد له حريته، اما اذا حاولت التمسك بذلك الإطار فستواجه بسيل من الاتهامات والصراعات التي قد تستمر لأربع أعوام اخرى يظل فيها الوضع كما هو عليه وهذا ما يريده البرهان أساسا.
علي القوى الثورية الاستعداد منذ الان لمواجهة مبادرة شيخ جبريل الجديدة فهي لن تكون أفضل من سياسته المالية العرجاء والتي قادت البلاد الى شبح المجاعة واشعلت الفتن والانحلال الاخلاقي وحولت البلاد الى قانون الغابة يأكل فيه القوي الضعيف.
على القوي السياسية عدم التفكير حتى في دمج المبادرتين وهذا ما سيحاول (الكيزان) قوله في الايام القادمة رغم اننا غير مهتمين بكل المبادرات المطروحة ونعلم بانها جميعاً عبارة عن ملء فراغات لاسكات الشارع الذي سيستمر في الغليان حتى نصل للحرية الحقيقية والسلام العادل ونحن على ثقة من سقوط الانقلاب ولو بعد حين ونتابع مهزلة المبادرات وهتافاتنا لا تتوقف.
المجد والخلود للشهداء
والثورة ستصل لغاياتها
صحيفة الجريدة