د. معز صديق الحسن يكتب.. متى يستقل السودان ؟!
# المؤكد أن سيادة السودان -في الآونة الأخيرة- صارت تُنتهك من السفارات الموجودة فيه وبمساعدة أبنائه والذين يحسبون –للأسف- أنهم من قادته وساسته.
# وكأنهم لا يفقهون حدود عمل السفارات بل يساعدونها على التدخل السياسي بترك كل الأبواب مفتوحة لها وعلى مصراعيها لتعمل ما تشاء ووقت ما تشاء.
# فليتهم يعلمون أنه كم هذه التدخلات مخزية ومعيبة وإن كانت بالأقوال ناهيك عن الأفعال علمًا بأنها صارت من السفارات العربية والغربية وبقية دول العالم.
# وننوه إلى أنه يمكن أن يكون مقبولًا من المنظمات ذات المستويات الإقليمية والدولية وذلك بعد التنسيق مع الحكومة وأن يصب في صالح تحقيق الاستقرار العالمي ككل.
# لكن لا لوم نلقيه على هذه السفارات بل نلوم أنفسنا إذ لا أحد يستطيع أن يمتطي ظهرك إذا لم يجده جاهزًا أي بكامل الانحناءة كإشارة موافقة للركوب عليه.
# لكن اللا حكومة والمسماة عندنا بالحكومة كأنما تخلي الساحة وقبلها طرفها لتسود مثل هذه الممارسات المرفوضة جملة وتفصيلًا في أدنى الأعراف “الدولية”.
# ولتقريب صورة تلك التدخلات مثلًا فبالله عليكم في أي دولة غيرنا تطلب سفارة الالتقاء بلجنة المعلمين للتفاكر معها حول إضرابها وسعيها لإيجاد الحلول معها؟
# فليت الرد على مثل هذه الطلبات من تلك السفارات يكون الرد عليها وبدون أي تفكير الرفض العنيف والمشدد بأن الأمر لا يدخل ضمن دائرة اختصاصاتها.
# مع لفت نظرها بأنه لا يحق لها التدخل -لا من قريب ولا من بعيد- في الشؤون المحلية الخاصة إلا في حدود ما يتعلق بعلاقات الطرفين والمتفق عليها.
# ولو عكسنا الصورة فهل من الممكن أن تسمح تلك الدول للسفارات السودانية الموجودة فيها بالتدخل في شؤونها الداخلية بتلك الصورة سافرة الاعتداء والمخزية؟!
# أما التدخل الأعجب والذي لا جدوى له –فمثلًا- ما الفائدة من المبادرة المصرية لحل المشكل السياسي السوداني الحالي وقيامه بدءًا بإلغاء الاتفاق الإطاري.
# لأول مرة نسمع (وقل رب زدني علمًا) بأن من يريد المساعدة في الحل يقترح أولًا حل ما تم الاتفاق عليه والبحث عن الحل من أول وجديد.
# فهذه الدولة المجاورة والتي تفكر بهذه العقلية المدمرة كحل لمشكلاتنا وإن لم نستبعدها في الماضي فالمطلوب وبشدة إبعادها الآن ومن المستقبل حتى.
# وأخيرًا ولكثرة ما يزور مسؤولونا -غير المسؤولين- السفارات بالداخل لا يخالج المرء أدنى شك بأن السفارات هي حكومة البلد والحكام هم السفراء لا أكثر ولا أقل.
# على كل أنبكي على أيام السودان الخوالي لأن كل من (يسوى ولا يسوى) يريد التحكم في سيادته وقراراته ومصادرة أدواره ومهامه ونهب موارده وخيراته و… و…؟!
# بينما وإلى وقت قريب وفي غالب الدول المجاورة كانت تطلب وساطاته الناجعة والناجحة لقبوله عند جميعهم لحكمته وبعد نظره ولمراعاته لمصالح الجميع بلا استثناء.
# لكنه الآن بحاجة هو نفسه إلى استقلال جديد على أن يقوم وفقًا لمحورين أولًا الاستقلال من أطماع حكامه الانتهازيين ومن ثم ثانيًا من المستعمرين الخارجيين.
هذا والله المستعان. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.
صحيفة الانتباهة