مقالات متنوعة

صفاء الفحل تكتب: مناضلون ولكن ..؟

بيت شعر قتل المتنبي حتى لا يتراجع عن مبدأه فعندما أمر الإخشيدي بقتله ولحق به جنوده فكر في الهرب إلا ان تابعه قال له أتهرب وأنت القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فعاد للجنود وقتلوه واليوم ما أكثر الجبناء من فلول المؤتمر الوطني الهاربون من الموطن خوفاً من الملاحقة القانونية بعد أن سرقوا أموال الشعب ومازالوا يتبجحون ويتحدثون عن الوطنية والشجاعة من خارج الحدود.
وقد احترم المتواجدين بالداخل عندما يتحدثون ولكنني لا أحترم أبداً هؤلاء الموجودين بالخارج وبعيدون عن المواجهة التي ننكوي بنيرانها سوى من الفلول أو حتى من بعض أفراد أعضاء الحرية والتغيير أمثال صلاح مناع وليس جلهم فالبعض منهم للأمانة سيعود للبلاد بكل شجاعة متى ما دعى الداعي.

هناك العديد من البلاغات المفتوحة في مواجهة الفلول الهاربين بأموال الشعب لم يتم تحريكها بواسطة (الانتربول) في حين أنه تم فتح بلاغات في مواجهة اعضاء لجنة التمكين المتواجدين بالداخل وفي أمور كيدية لا ترقى لمستوى المساءلة القانونية ولكنها محاولات لتشويه صورة بعض الثوار الوطنيين.

هل تصدق أنه في حادث اختطاف أبنة الطيب عثمان الامين العام للجنة ازالة التمكين أنه كان وإبنته ينتظرون (الحافلة) للوصول لاجتماع الحرية والتغيير بمعني أن رجل في قامته ورغم المبالغ الكبيرة التي أؤتمن عليها والاتهامات التي طالته من لجنة البشير الامنية وفلولها لا يمتلك حتي عربة خاصة واحده ليترحل بها وأسرته رغم أن زوج شقيقة الأمين والذي تم تعيينه في (الدرجة السابعة عشر) بالديوان يركب عربة فاخرة اخر موديل وراتبه حسب اللوائح لا يتجاوز الاربعون الف جنيه مع البدلات ولكننا في زمن تمكين الحركات المتمردة.
المحاسبة الصادقة والمسئولية الوطنية والشفافية في العدالة أو الشعارات التي ينادي بها شباب الثورة هي المخرج الوحيد لهذا الوطن ولكن يبدو أن البعض واللذين استهوتهم السلطة يعملون على تدميره من أجل ولاءات ضيقة.

هذا الوطن مازال يمشي على أشواك المصالح الضيقة للبعض وتتجاذبه الصراعات وكأنما هو عدو نعمل جميعنا على تدميره ولايرف لنا رمش ولنا ينعم بالعافية الا اذا ماعملنا جميعنا على نقد ذاتي صادق بعيداً عن القبلية والإثنية والتلاعب بالدين ليبقى الوطن للجميع.
وثورة الوعي لا بد أن تستمر.
والقصاص أمر حتمي.

صحيفة الجريدة