مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: تهريب الإبل السودانية إلى متى؟

(1)
في عام 97م ذهبت إلى وزير التجارة الخارجية وقتها محمد طاهر إيلا، أسأله عن دورهم في إيقاف نزيف تهريب الإبل السودانية، فكان تبريره أن الحدود المترامية وضعف الإمكانات وراء انتشار الظاهرة.. ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ظلت (حبوبة) الحكومة السودانية تردد هذه (الحجوة) والتبريرات، مما يجعل المهربين مطمئنين إلى الآخر، ولهذا لم ولن تتوقف عمليات التهريب يوماً، بل طوّرت مافيات تهريب الإبل نفسها واصبحت لها علاقات خارجية وشبكات اتصالات حديثة وحماية داخل أجهزة الدولة.
(2)
إذا أدرت محرك البحث العملاق (قوقل)، وراودته، أقول راودته، لأن الشبكات في السودان تحتاج إلى مراودة و (تحانيس) وصبر طويل المران، المهم إذا راودته واستجاب، اكتب عبارة (تهريب الإبل في السودان)، حينها ستجد نفسك أمام عشرات العناوين لأخبار متواترة عن كميات مهولة من الإبل تم إحباط عمليات تهريبها عبر دولتين مجاورتين.. وحينها لك أن تتساءل كم هي عمليات التهريب التي نجحت والتي لم يطلع عليها إلا الله وحده.
(3)
عمليات إحباط محاولات التهريب المتكررة والمتواترة بشكل مزعج وعلى هذا النحو من التكالب والتهافت على عمليات التهريب، تعكس أموراً في غاية الأهمية، وهي أن عمليات التهريب ماضية إلى تصاعد وازدياد شديد، وأن ما خفي منها أعظم طالما أن سيول عمليات الضبط لا تكاد تنقطع، وهذا يعني أن الكثير منها يتسرب من بين (فروج الأصابع).. خاصة أن السودان لا يملك قوات كافية لضبط الحدود المترامية، ولا تكنولوجيا تسهل عمليات الرقابة، ولا إمكانية حركة واتصال تكفي لوضع الحدود تحت المراقبة.
(4)
ثمة أمر آخر وهو أن غياب الردع القانوني والتساهل مع مهربي الإبل السودانية وخاصة الإناث منها أوجد هذا التكالب والتهافت على التهريب وحفز المهربين.. فلو أننا نسمع بكثرة عن عقوبات رادعة في مواجهة المهربين بالقدر الذي نسمع به عن عمليات إحباط التهريب، لارتدع هؤلاء وقللوا عملياتهم المدمرة للاقتصاد السوداني.
(4)
والأمر الأخطر من كل ما سبق هو أن بطون الإبل اصبحت أيضاً مستودعاً لتهريب الذهب كما يتردد في المجالس.. (طبعاً دي الإبل البتمشي بالدرب عديييل)… ولعلنا نتذكر أن السودان كان ينتج 80% من الصمغ العربي، وهو بذلك كان يحتل المركز الأول عالمياً، والآن تراجع عن هذا المركز كثيراً واحتلته دولة تستقبل الصمغ العربي المهرب من السودان، فهل ينطبق الحال قريباً على الإبل السودانية؟.. بالتأكيد كل الاحتمالات واردة، وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً.. ويأتيك بالأخبار من لم تُزوّد.. الـلهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة