احمد يوسف التاي يكتب: شيخ نُقط نُقط (…)
(1)
في بعض الأحيان (تقع في يدي) تسجيلات صوتية أو(فيديو) لدعاة من داخل السودان ومن خارجه…الدعوة عندهم عبارة عن (شكلة) و(كفكيف) أكمام وشتم وتنابز بالألقاب وهرجلة وزعيق و(بصق) وإساءات وغمزولمز من شاكلة (شيخ نقط نقط، وشيخ تُف )، هذا فضلا عن تكفير من شهد بوحدانية الله وأدى الفرائض ..لا خلاف ولا مراء في أن هناك ضلال وسفه ومخالفات لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن اسلوب المعالجة يجب ألا يقع هو الآخر في مخالفات أنكأ وأضل ، وفي هذه الحالة فإن الداعية المخالف لقواعد الدعوة وضوابطها والنصوص المقدسة التي تحكمها ليس بأفضل حالا من (الموعوظ).
(2)
صحيح أن لكل مهنة شواذ ومخالفون للقواعد العامة التي تحكم المهنة المعنية ، وهناك متجاوزون لحدودها وضوابطها ، مثل مجتمع الصحافيين والأطباء الفن..الخ..فإذا تصالحنا وتساهلنا بعض الشيء مع المخالفين لقواعد كثير من المهن والوظائف في المجتمع فمن غير الممكن أن نتساهل مع مخالفات الداعية ، لاختلافها الكبير عن سائر المخالفات الأخرى ولأن ضوابط الدعوة وقواعدها ومبادئها قائمة على نص قرآني قطعي وصريح لا مجال فيه للإجتهاد ، فإذا ارتضيتَ مهنة الدعوة إلى الله لابد أن تلتزم قواعد الدعوة المنصوص عليها في الكتاب والسنة، وإلا فإن دعوتك ليست إلى الله.
(3)
الدعوة إلى الله ليست بالتهريج والإساءات والسخرية …الدعوة إلى الله عبادة عظيمة لها ضوابطها وأحكامها فهي محكومة ومقيدة بنصوص قطعية من الكتاب والسنة : (ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) هذا نص قرآني قطعي واضح الدلالة لالبس فيه ولا غموض يحكم سلوك الداعية وأسلوبه في المجادلة .. وإذا لم يلتزم الداعية بالنص القرآني ولم يتقيد بأمرالله ويجتنب نواهيه ، فما الذي يدعوإليه وما قيمة دعوته وهو مخالف لآداب الدعوة وفروضها وواجباتها وقواعدها الأساسية
(4)
أرى بعض الدعاة يدعون إلى سبيل الله بالحنق والغضب والانفعال الشديد عوضا عن الحكمة والموعظة، ويجادلون بألفاظ يعف عنها اللسان بدلا (التي هي أحسن) ، وبالمخاشنة عوضا عن اللين والحسنى … وأرى البعض منهم يسخرمن المجادِل ويدعوه بما يبغض من ألقاب ، وكأنه لم يسمع بقول الحق عز وجل : (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان) …ألم أقل أن مخالفات الدعاة ليست كسائر المخالفات القائمة على القواعد المهنية الوضعية المتعارف عليها، بينما مهنة الدعوة إلى الله مبنية على نصوص الكتاب والسنة، لذلك كان الذنب أعظم والإنحراف كبير…اللهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة :
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة