الطاهر ساتي يكتب: سر الهرولة
:: مبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة الاصلاح، يعلن عن رغبته في التوقيع على الاتفاق الاطاري، وهذا ليس بمفاجأة، فالرجل كان قد مهّد لهذه الرغبة بتغريدة نصها : ( حميدتي كان نجم الحفل)، أي حفل الاتفاق .. وبالتزامن مع غزل مبارك في حميدتي، تغزّل إبراهيم الشيخ أيضاً في البرهان واصفاَ بأنه على قدر كبير من الوعي.. ولعلكم تذكرون، قبل الانقلاب عليهم و المفاصلة، كان شيوخ الشعبي يصفون البشير بانه هبة من السماء .. وهكذا.. فالساسة كثيراً ما يتغزلون في العساكر، وخاصة حين يكونوا في أحضانهم ..!! :: مبارك كان من الرافضين لكل ما يمت لقوى الحرية بصلة، بما فيه اعلانهم السياسي و دستورهم المترجم.. وكان قد صف الدستور بانه إعادة تسويق لبضاعة قديمة بغلاف جديد، و يعبر فقط عن قوى الحرية التي تريد السلطة بلا انتخابات، وكان قد وضح أن موقفهم المبدئي يرفض تحويل سلطة الانتقال إلى صراع سياسي، وكان يطالب بحكومة مستقلة، وقالها بالنص ( موقفنا رافض لأي اتفاق ثنائي، للتدخل الاجنبي، لحكم العسكر)..فما الذي تغيّر، ليتغيّر مبارك ويهرول نحو الإطاري .. فالإجابة لاحقاً..!! :: والمهم .. بما أن الاطاري مفتوح للجميع ما عدا المؤتمر الوطني، حسب أسطوانتهم، فنتوقع المزيد من المهرولين إلي حضن العسكر .. ولم أكن أعلم أن لمبارك تحالف، فالرجل لم يهرول وحده، بل قدم قائمة بها ( 18 اسماً)، وأسماها بميثاق التراضي الوطني، ومنهم المجلس الاعلى لنظارات البجا، ويمثلها الناظر ترك ( شخصياً)، وهذا ما يٌحيّر الإنس والجان .. فالناظر ترك قدموه – قبل ثلاثة أيام – في مؤتمر صحفى كنائب لتحالف الكتلة الديمقراطية، و قال – في الاتفاق الاطاري- أسوأ مما قاله مالك و أئمة كل المذاهب في الخمر..!! :: ربما ينفي الناظر ترك هرولته مع مبارك نحو الاطاري، و يؤكد تمسكه بتحالف الكتلة الديمقراطية، هذا أو ربما يوضح بأنه ( شوية مع دول و شوبة مع دول)، على قول عادل أمام في مسلسل ( فرقة ناجي عطا الله)..وكذلك الأسود الحُرة، بقيادة مبارك مبروك سليم، وجدته في قائمة مبارك الفاضل..وفي تقديري، مبروك سليم مكسب للمجلس المركزي و حكومته المرتقبة، فالرجل كفاءة حقيقية و صاحب تجارب و خبرات في مجالات نادرة، وعلى سبيل المثال فهو مؤهل بأن يكون رئيس اللجنة العليا لمكافحة التهريب ..!! :: وكما هرول مبارك ومبروك، وقبلهما الشعبي و أنصار السنة، فالمتوقع أن يهرول التيجاني السيسي أيضاً، و مسار ونهار، أحمد بلال، جلال الدقير و .. كل كومبارس المؤتمر الوطني، سوف يهرولون الى الاطاري، ليس إيماناً بمحتواه، ولكن طمعاً في مقاعد حكومته، وليصبحوا كومبارساً في حكومة التسوية، فهذا ( سر الهرولة) .. فالحكومة القادمة ليست حكومة كفاءات مستقلة، كما زعموا يوم التوقيع على الاتفاق، بل هي حكومة محاصصات أيضاَ، أي كتلك التي تنازعوا فيها حتى فشلت و ذهبت ريحها قبل أن تغرس شجرة في فلاة الناس والبلد …!!
صحيفة اليوم التالي