بخاري بشير يكتب: خطاب حميدتي.. وصدى (الإطاري)!
أمس اكتمل المشهد في القصر الجمهوري حينما التقى اطراف الاتفاق الاطاري ووقعوا عليه (متلهفين) وهم يعلمون أنهم مجموعهم لا يساوي (ثلث) الساحة السياسية؛ المهم (تلهف) العسكريون لتوقيع يخفف عليهم وطأة (الضغط الدولي)؛ وتهافتت مجموعة (المركزي) نحو اقصر الطرق التي ستوصلها للكراسي.
قيل ان الاتفاق وقعت عليه (52) جهة؛ واستغربنا لأن (السياسيين) حول الاتفاق لا يتجاوزون الـ(9) مكونات؛ فمن هم الباقون الذين مهروا ورقة الاتفاق بتوقيعاتهم؟. قال البعض انهم لجان- اطباء ومحامين وصيادلة وغيرهم.. أرادوا لقائمة التوقيع أن تطول؛ ولا يهم من هم الذين يقفون وراء تطويلها.
الخطابات بلا (حيوية)؛ وربما كان أكثرها تناغماً خطاب البرير وهو يتحدث انابة عن الموقعين؛ فقد تناول في خطابه أحاديث كثيرة أهمها بناء مؤسسات الانتقال؛ وهذه وحدها اذا التزم بها أطراف الاتفاق لتوفر للشعب السوداني الكثير؛ حكومة حمدوك في السابق فشلت لأنها أهملت (مؤسسات الانتقال).
حديث البرير حوى أيضاً أحاديث عن الثورة والثوار؛ وتضحياتهم.. وما قدموه مهراً لهذا الاتفاق من الدماء والأرواح.. بيد أن الضفة الأخرى من المشهد شهدت (مليونية الخامس من ديسمبر) المناهضة والرافضة لهذا الاتفاق وبذا تناقض حديث البرير.. الثوار ليسوا مع الاتفاق وهم مع موقف الشيوعي وبقية الرافضين في الجانب الآخر؛ كل المليونيات كذلك؛ سواء كانت من الثوار أو من مجموعة الكرامة.. فأي حديث عن أن الاتفاق مهر بالدماء والأرواح غير صحيح.. الدماء بذلت للمحافظة على مطلوبات وشعارت الثورة وبسطها بين الناس. وليست للاتفاق.
حميدتي أكد في خطابه أن هذا اليوم – يعني يوم التوقيع- نحن نشهد فيه مرحلة جديدة وعظيمة في تاريخ الدولة السودانية؛ وقطع في حديثه أن –الاتفاق- ينهي الأزمة السياسية الراهنة ويؤسس لفترة انتقالية جديدة.. وقال: “نتجنب فيها الأخطاء التي صاحبت الفترة السابقة”.. قبل (نمش لقدام في الخطاب) دعونا نتساءل.. هل أنهى الاتفاق الأزمة السياسية؟ كم هي التيارات والأحزاب والحركات والكتل التي ترفض الاتفاق (الآن) وأعلنت معارضته.. هل استطاع حميدتي احصاءها؟ وهل سيتجنب الاتفاق (الأخطاء).. وهو يعيد الخطوات الحافر على الحافر.
قال حميدتي: ما حدث في 25 اكتوبر (خطأ سياسي).. سؤالنا هل الخطأ الذي صاحب 25 أكتوبر ظهر (فجأة) اليوم مع الاتفاق الاطاري؟.. الخطأ استمر لـ(13) شهراً هل كانت هناك أي محاولة لمعالجة (الخطأ)؟ اذا سلمنا فعلاً أن هنالك (خطأ).
واضاف حميدتي في خطابه قائلاً: “وهنا لا بد من التأكيد على أهمية إقرار عمليات العدالة والعدالة الانتقالية، لرد المظالم وشفاء الجراح وبناء مجتمع متعاف ومتسامح”.. اقرار عمليات العدالة والعدالة الانتقالية لا يحتاج لاتفاق أو (تسوية) بين طرفين.. كل ما تحتاجه العدالة هو احترام القانون وبسط سلطانه على الجميع؛ دون تسييس.. هذه النقطة بالذات لا (ضامن) لها في مقبلات الأيام؛ لأن الاتفاق نفسه به نقاط تكرس لعودة (التغول السابق) على سلطان العدالة والقانون.
حميدتي قال في خطابه الآتي: ” وذلك يتطلب بناء جيش قومي، ومهني، ومستقل عن السياسة وإجراء إصلاحات عميقة في المؤسسة العسكرية تؤدي إلى جيش واحد، يعكس تنوع السودان، ويحمي النظام الديمقراطي”.. فهل الجيش الموحد حظي بالاهتمام في نصوص (اتفاق جوبا) التي أوجدت الجيوش المتعددة؟.. أم العكس؟
صحيفة الانتباهة