نصر رضوان يكتب.. حزب التيار الاسلامي العريض والواجب الشرعي
يجب على كل الاسلاميين فى السودان ان ينادوا بالاسراع فى اجراء انتخابات نزيهة وشفافة وعليهم ان يبداؤا منذ الغد بتكوين حزب واحد يضم كل مسلم ومسلمة ليضمنوا كسب الانتخابات المقبلة
بجانب المطالبة بعدم تدخل اى اجنبى فى الشأن السودانى فأن الواجب الشرعى يحتم على كل مسلم ومسلمة ان يعمل على تجهيز نفسه وحزبه لخوض الانتخابات القادمة والتى يجب ان تجرى فى اقرب وقت ممكن حتى يكون للامة السودانية رئيس منتخب بالديمقراطية ( الشورى حيث ان الشورى قد فرضها الله على كل مسلم ومسلمة عندما تحتاج الامة لتنصيب ولى امر يحكم بما انزل الله تعالى ) ، لذلك فانه لا يكفى ان يخرج المسلمون غدا لمجرد التعبير عن الشعارات ولكن يجب ان يتزامن ذلك مع خطوات عملية ينتج عنها تكوين حزب واحد على ان يقوم ذلك الحزب فورا فى توجيه طاقات الشباب بالذات وكل مواطن ومواطنه الى تقديم كل الخدمات الممكنة للشعب والتى تجعل حزبهم هو الاوفر حظا للفوز فى الانتخابات القادمة .
عليهم غدا ان يقوموا بتوعية الشعب بأن بعثة الامم المتحدة التى يراسها فولكر كان الغرض منها تهيئة المناخ اللازم لتمكين كل فرد من افراد الشعب السودانى من ممارسة حقة الطبيعى مثل اى مواطن من مواطنى امريكا او بريطانيا او غيرها من الدول الحديثة ليشارك فى تحقيق استقرار بلاده باقامة دولة ديمقراطية حديثة تماثل دول ( المجتمع الدولى الراقية ) ،ولكن ما حدث ان فولكر بيرتث سواء عن قصد او بغير قصد قد انحرف عن المهمة التى جاء من اجلها ولذلك فلقد وجب عليه ان يصحح اخطاؤه ويعمل وفقا لبنود الوثيقة التى حددت دور بعثته وان يستجيب لموجهات اهل الحل والعقد من العدول ممن يرتضيهم شعبنا من الخبراء والعلماء والفقهاء ،وكذلك فان على جميع السفراء ان يلتزموا بصرامة بالقوانين التى تحكم العمل الدبلوماسى وعموما فان المطلوب من كل المبعوثين والسفراء هو القيام بدورهم الايجابى الذى ادى الى استقرار معظم الدول التى عانت من خلافات سياسية كما عانى السودان ،فلماذ اختلف الامر فى السودان مما جعل الفتن تستعر؟
ان الامر لابد ان يعاد الى اهل الحل والعقد ثم بعد ذلك هم من يقررون نوع العون الذى يحتاجونه لتحقيق الاستقرار والديمقراطية فى بلدنا ،واذا كانوا هم قادرين على ذلك بدون عون خارجى فلا يجب لاى مبعوث اوسفير ان يتدخل الا عندما يطلب منه اهل الحل والعقد ذلك وهذا من طبيعة الاشياء وهذا ما يحدث فى كل دول العالم ،ماعدا فى السودان ولذلك وجب على اهل الحل والعقد من جميع الساسة وقادة الاحزاب والنقابات وغيرهم انهاء ذلك الوضع المقلوب الذى جعلنا نتوه بعد الثورة فى متاهات نتج عنها خلافات وتبادل اتهامات وفتن كان بجب ان تحدث فى شعب مسلم كشعبنا المعروف بالوعى والحرص على التمسك بشرع الله تعالى الذين امرنا ان نعتصم بجبل الله وان لا نتفرق الاية.
علينا ان نسرع فى تنصيب ولى امر علينا برضاء اغلبية الشعب وان لا ننساق وراء خلافات جانبية وفتن تصرفنا عن الهدف الاهم .وهذه دعوة لكل مسلم ومسلمة من داخل او خارج التيار الاسلامى العريض وهى تذكرة فى وقت نحن فيه فى امس الحاجة للذكرى التى تنفع المؤمنين . وعلينا ان نتعظ من هذه القصة التي حصلت بين الخوارج والحسن البصري رضي الله عنه ومفادها، أنه أتى رجل من الخوارج إلى الحسن البصري، فقال له: ما تقول في الخوارج؟ قال الحسن: هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟! ويخرج من أهله وولده؟! قال الحسن: حدثني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة!؟ قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها” أ.هـ. أي أنك قاتلته على أن تكون صاحب رئاسة وصاحب سلطنة. انتهى. إن ما جاء به رسول الله محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – من شريعة، إنما لتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها. وهذا من مصالح المتحققة من تنصيب ولاة الأمور؛ فقد قال غير واحد من العقلاء: “ستون سنة من سلطان ظالم، خير من ليلة واحدة بلا سلطان”. فلا يظن الجاهل بأن وجود السلطان كعدمه، لأن هذا ما لا يقوله عاقل.
وما أحسن قول شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك:
لولا الأئمة لم يأمن لنا سبل = وكان أضعفنا نهباً لأقوانا
صحيفة الانتباهة