🔴دكتور ياسر أبّشر يكتب: لماذا ابتلع طُعْم العدو ؟؟
كانت المنطقة تعاني من “صَبْنَة” والصبنة هي توقف المطر لأيام في الخريف بصورة تهدد نجاح الزراعة، وهذا أمر مَخُوف لدى المزارعين. والمزارعون في قلقهم ذاك جاء فكي/ دجال وقال للمزارعين إنه يستطيع أن يأتي لهم بالمطر بشرط أن يُجْزِلوا له العطاء عند هطول المطر. ضحك المزارعون وقالوا له: حسناً ائتنا بالمطر!!!
ويشاء الله تعالى أن يُنزّل غيثاً شديداً غزيراً تلك الليلة. عندها خرج الفكي/ الدجال الذي كان يعتقد أنه أنزل ذلك الوابل، وأخذ يضرب على أبواب بيوت المزارعين ويصيح فيهم: “كفاكم وللّا نزيدكم”!!!
والسفير الأمريكي يهدد نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي أن حزبه سيعزل حتى من الانتخابات القادمة إن لم يوافق على الانخراط في الصفقة التي تقوم على ورقة تسييرية نقابة المحامين، فيصده نائب الميرغني برد قوي.
السفير الأميركي تحدث بنفس طريقة الكاوبوي مع الناظر دقلل ناظر البني عامر، وكان للناظر موقف قوي تجاهه.
يقف السفير الأميركي وراء الترويج لورقة تسييرية المحامين المحلولة كدستور.
الإمارات وحميدتي يشقان حزب مولانا الميرغني عبر ابنه محمد الحسن وقريبه ابراهيم الميرغني لينضما للوثيقة القائمة على ورقة التسييرية.
سفراء الإمارات والسعودية وأميركا وبريطانيا يضُمّون أحد أجنحة أنصار السنة للوثيقة التي سيجري التوقيع عليها وقيل إنه جرى التوقيع عليها ومِنْ ثَمَّ يقوم عليها حكم السودان.
بتوجيه من سفراء الدول الأربعة وڤولكر فاوض البرهان قحت – المركزي لتكون للاتفاقية لحمتها وسداها، وستكون هي الحاكم الفعلي لسودان علماني يستهدف أصل ثقافته وهويته المتمثل في الإسلام. وحقيقةً المستهدف الحقيقي هو الإسلام، ولن نُخدع أن المستهدف هو التيار الإسلامي أو الكيزان، فالغرب كما نعلمه ونفهمه مريض بالإسلاموفوبيا، وابن زايد وابن سلمان مجرد بيادق يحركها الغرب في هذا الاتجاه، وهذا التحريك يصادف هوى في نفسيهما، فهما يضيقان بأي فاعلية إسلامية في مجتمعاتهم المسلمة التقليدية، ويخافان من فاعلية كهذه كمهدد وجودي لأنظمتهما كما قال أحد أبناء زايد لنيويورك تايمز.
المضحك المبكي أن الإمارات تقول إنها تعمل على ترسيخ المسار الديمقراطي في السودان!!!
الشخص المُمسك بأزمّة الأمور في بلادنا هو السفير الأميركي ورصفاؤه الثلاثة الآخرون وڤولكر بهذا الترتيب، وأصبح الأميركي الآمر الناهي، في حين أنك لا تكاد ترى دوراً أصيلاً Genuine مبادراً أولياً للبرهان.
المثير للعجب أن البرهان أُجْبِرَ على قبول مطالب قحت – المركزي وهي التي تستهدف الجيش، رغم الغضب الذي يعبر عنه ضباطه. وخلق البرهان انطباعاً عاماً أنه متماهي تماماً مع قحت المركزي حتى قبل الآن للأسباب الآتية:
– يحتج البرهان دون حياء وبلا مراعاة لمركزية كرامة السودان وسيادته أنه مضغوط!!! والطبيعي لمن عنده ضمير وغيرة على وطنه أن يغادر إذا وجد نفسه قابلاً للضغط من أجانب أو لا يحتمل الضغط. يقول إنه مضغوط، والجنرال الحق لا يقبل الضغط من خواجي وأجنبي، ويهددنا نحن المواطنين بأن طبنجته معمّرَة:
أسدٌ عليّ و”للخواجي” نعامةٌ
فتخاءَ تنفُرُ من صفيرِ الصافِرِ
البرهان يريدنا أن نجترّ الفشل مرة ثانية مع قحت، فالشعب لدى البرهان مجرد فئران تجارب.
– لم يرفض البرهان ورقة التسييرية رغم أنها أعدت بواسطة جهات خارجية في انتهاك للسيادة.
⁃ لم يعترض البرهان على استهداف الهوية والثقافة العامة للشعب ودين الأمة حين سنّت قحت قوانين تنتهك ثوابت الدين، وتُسفّه تقاليدنا، وظل يقول “كلام خشم” Lip service عن حرصه على الدين!!! بطريقة تَنُمْ عن احتقار العقول، وهو ليس أشَدُّ ذكاءً من الكثيرين.
⁃ ظل مُقرِّباً لأحزاب قحت وناشطيها رغم علمه أنهم أقلية، وظل يرواغ حين قدمت الأكثرية بقيادة شخصيات وازِنَة محترمة مبادرات.
⁃ لم يُبدِ غضباً إزاء إساءة قحت وناشطيها للجيش وشركاته. ولم يعارض تمدد الدعم السريع عسكرياً بل وحتى في الحقل العدلي.
⁃ تَمَاثُل حديث البرهان مع حديث قحت الذي يركز على الهجوم على الإسلاميين، ويصف المفاوضين من القحاتة “بالوطنيين”، مُجَرّداً سواهم من الوطنية، ومُنصّباً نفسه كمانح لصكوك الوطنية!!! وهذا سلوك قحاتي صِرف.
⁃ لم يهتم لانهيار النظام القضائي ونقصان واحدة من أهم مؤسساته وهي المحكمة الدستورية.
⁃ الشعب يعاني اقتصادياً وانهارت مرافق الخدمات وفقد أمانه ويشتكي. والبرهان بدورة يشتكي كالمحكومين، وهو الحاكم!!!
⁃ كان من الطبيعي أن يخضع البرهان قحت ولجنة التمكين للمحاكم على الجرائم في حق الدولة وفي حق الأشخاص من المواطنين، والتى بلغت قيمتها مالياً ترليونات الجنيهات، وليس في هذا الرقم أدنى مبالغة.
إذا لم يكن البرهان قحاتياً فتلكَ مصيبة أيضاً لأنه يُطيع قحت – المركزي، التى تسُب الجيش وتستهدف تفكيكه. قحت تنظر للجيش كعائق أمام مؤامراتها وتعاديه وتدبر لتدميره وهو يفاوضها ويعمل لإرجاعها، يقول حكيم الصين صون زو Sun Tzu مؤلف “فن الحرب“ Art of War:
“لا تبتلع طُعماً يُعطِيكَه العدو” Do not swallow bait offered by the enemy وهل ثَمّة عدو للجيش أكثر من قحت؟؟!!!
ظل البرهان منذ أبريل 2019 بطيئاً متردداً، وهذا لا يليق بجنرال. ليته سمع حكيم الصين صون زو Sun Tzu الذي قال فيه:
“إنّ أسوأ كارثة تُصيب جيشاً تنبع من التردد”
The worst calamities that befall an army arise from hesitation.”
المواطن يريد حاكماً – بغض النظر عن لونه – يطعمه ويحسن خدماته ويحفظ له دينه ويؤمنه من الخوف. لكن معك انت يا برهان تحققت مقولة أخونا المبدع النيجيري تشنوا أتشيبي Things Fall Apart “تتداعى كل الأشياء”.
تقع كل هذه الكوارث، والبلد بلا حكومة لعامٍ كامل الآن، وما زال البرهان يخطب في المجامع وأمام العسكر، ويظن أنه يحقق منجزات ويُمطر علينا خيرات، ويصيح بالناس: “كفاكم وللّا نزيدكم”!!!
♦️دكتور ياسر أبّشر
———————————-
8 نوفمبر 2022