نصر رضوان.. امريكا وثورة ديسمبر والتغيير
التغيير بانتخابات نزيهة مطلوب ومتفق عليه بين كل فرد بالغ وواعي ومطلع على التجارب الديمقراطية التي مرت على السودان .
انا شخصيا ادليت بصوتي فى انتخابات عام 1986 ، واذكر اننا كنا استشرنا عمنا المرحوم محمد هاشم الهدية فنصحنا بأن نصوت للمرشح الذي نعرفه ونثق فيه بصرف النظر عن حزبه ولكننا كشباب متدينين وقتها اعطينا اصواتنا للخريجين المتدينين الاكفاء من الذين تخرجوا قبلنا وعملوا في مهن خدمت المجتمع من مهندسين واطباء ومحامين ورجال اعمال ولم اصوّت في الدوائر الجغرافية وقتها لانني كنت قد حضرت للتو من الدراسة في اوربا ولم امكث كثيرا وادليت بصوتي ورجعت الى اوربا قبل ان اعرف النتائج ،وفى ذاك الوقت كان لا يمكن ان تعرف نتيجة الانتخابات الا عن طريق محطات التلفزة الاجنبية او محطة الاذاعة الموجهة لنا بالعربية كصوت امريكا وهنا لندن حيث لم تكن فضائيات الاخبار العربية قد ظهرت ولا وسائل التواصل.
كنا قد استبشرنا خيرا بعد نهاية حكم نميري واقامة انتخابات وتوقعنا ان جون قرنق المتمرد سيضع السلاح وياتي للخرطوم ويكوّن حزب سياسي وينافس على مقاعد البرلمان واذا حصل على اغلبية لم نكن نمانع ان يشكل هو الحكومة ،لكننا وقتها شاهدنا كيف ان امريكا الرأسمالية اللبرالية استقطبت المعارضة اليسارية والشيوعية المتطرفة وصنعت منهم معارضة مساندة لقرنق وحاربوا وقتها جيشنا الوطنى بالسلاح ليسقطوا حكومة الصادق المهدي المنتخبة،فكان من الطبيعي ان نصطف خلف حكومة الصادق المهدي كوزير دفاع وقتها وقائد للجيش ضد جون قرنق وتوابعه من الاحزاب العالمانية المحرضة من امريكا واسرائيل وايقنا ان الهدف هو علمنت السودان وابعاد كل الوطنيين المتدينين من حزب الامة او الاتحادي او الجبهة الاسلامية ،وكنا بالطبع ضد اي انقلاب عسكري ولكن لما شعرنا بان امريكا تدبر لانقلاب عسكري بقيادة قرنق واتباعه من اليساريين وكنا نعلم ان جيشنا على الرغم من قلة عتادة في ذلك
سوف ينتصر على المتمردين وطابورهم الخامس الذي كان يطعن فى ظهر الجيش من الخرطوم بحجة ان قرنق سوداني ومن حقه ان بحكم السودان ،ونحن لم نختلف فى ذلك ولكننا كنا نرفض أن يحكمنا قرنق بالقوة بمساعدة بعض الاشخاص اليساريين الدكاتوريين المدعومين ليس من روسيا الشيوعية ولكن من امريكا عدو اليساريين والشيوعيين ،فايقنا ان هناك مؤامرة تسخر فيها امريكا قرنق وخلفه اليساريين لعدم استقرار السودان فى ظل حكومة منتخبة من اشخاص متدينيين غير عالمانيين سواء كانوا من حزب الامة او الاتحادي او انصار السنة او ما كان يعرف وقتها بالاخوان المسلمين بقيادة صادق عبد الله عبد الماجد والترابي والحبر وذلك قبل تكوين الجبهة الاسلامية القومية .
الان ما يحدث هو تكرار لما حدث عام 1986 مع فارق واحد وهو ان تحالف ( امريكا والشيوعيين واليساريين والحركات المتمردة) يعطل قيام انتخابات حتى لا تسفر الانتخابات عن اختيار حكومة وطنية مستقلة القرار نقف كسند للجيش السودانى الوطنى الذي هو بحكم تكوين افراده جيش مسلم يرفض العلمنة الليبرالية الالحادية التي لا يأمن فيها كل ضابط على عرضه وذريته فمن يقول بان جيشنا هو جيش ينتمي لحزب الاخوان المسلمين فهو افاك يروج للدعاية الصهيونية التي تخدع الشعوب تحت ضغط العصا والحزرة وتشيطن الاخوان المسلمين فقط و توخى للشعوب بان الاخوان هم فقط المسلمين الذين هم ضد التطبيع مع اسرائيل وهم وحدهم ضد العالمانية اللادينية الالحادية لان العالمانية انواع ونحن نرضى بتطبيق الجزء العلمي التقنى منها ولكننا نرفض ان نطبقها كلها حتى ما يتعارض منها مع عاداتنا وتقاليدنا قبل شرعنا .
الان يجب ان لا نجرب المجرب وان نقف خلف جيشنا الوطني غير المنحاز لحزب والذي يؤمن كل افراده بالاسلام الوسطي الذي يناسب هذا العصر وان نتبع فتاوى اهل العلم من علماء السنة والجماعة وان نصوت فى الانتخابات القادمة للاشخاص الذين نثق فيهم بصرف النظر عن حزبهم او قبيلتهم على ان نوقر كبارنا واهل الخبرة منا وان نحترم جيشنا الوطنى وان لانصدق ما يشاع من انهم اتباع حزب او ايدلوجية .
صحيفة الانتباهة