رأي ومقالات

مروي تستعد لاستقبال “قوش” .. و رفاق الشهيد بابكر عبد الحميد يعيدون قراءة الذكرى الأليمة!!

وفقاً لصحيفة (التغيير) فإن محلية مروى بالولاية الشمالية تشهد هذه الأيام حراكاً سياسياً واجتماعياً للترحيب بعودة مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق في عهد الرئيس المخلوع الفريق أول صلاح عبد الله قوش الذي غادر السودان للقاهرة عقب إسقاط نظام البشير في (١١) أبريل 2019. وقالت الصحيفة إن لجان المقاومة بمحلية مروى ترفض إرهاصات عودة مدير جهاز المخابرات السابق. واتهمت عبر بيان فلول النظام المباد بالوقوف خلف محاولات عودة صلاح قوش بحسب البيان. وأكد البيان أن لجان المقاومة بمحلية مروي رصدت اجتماعات منسوبي الحركة الإسلامية في مباني الجامعة الإسلامية فرع مروى للتمهيد لعودة من وصفته بصاحب السمعة السيئة وبيوت الاشباح صلاح قوش بغطاء قبلي وأهلي وأثني بحجة أنهم مستهدفون. ونوه البيان إلى المجازر التي حدثت في عهد قوش في كجبار وكسلا وبور تسودان أمري والعرقوب. فيما أطلق نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي حملة بعنوان صلاح قوش (قاتل).
وعلى الرغم من أن قوش العديد من البلاغات الجنائية و كان قد أعلن النائب العام السابق تاج السر الحبر عن تدوين بلاغات جنائية في مواجهة الفريق أول مهندس صلاح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق. وكان الحبر أعلن رسمياً في مؤتمر صحفي عن ملاحقة صلاح قوش الموجود في مصر بواسطة البوليس الدولي “الانتربول” واتخذوا إجراءات قانونية بخصوص استرداده ومحاكمته بالداخل، إلا أن إرهاصات عودته بدأت تلوح في الأفق، في ظل صمت حكومي تام عن هذا الأمر، ورغم أن نائب رئيس مجلس السيادة ، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، معلومٌ عنه صراعات مكتومة بينه وبين قوش، وأن حميدتي كان قد اتهم صلاح قوش في حادثة تمرد هيئة العمليات التابعة لجهاز الأمن إبان السنة الأولى من الفترة الانتقالية. وكذلك تحفظ الذاكرة لحميدتي رفضه الدخول في المجلس العسكري الانتقالي بقيادة ابن عوف لوجود صلاح قوش فيه، وهو ذات الأمر الذي أربك حسابات القيادة العسكرية ومما دفع ابن عوف للتنحي وتسليم البرهان رئاسة المجلس العسكري. وليس حميدتي وحده من يقف ضد صلاح قوش، بل حتى الرئيس البشير وأنصاره لم يستبعدوا خيانة قوش للبشير وعمله الدؤوب لتهيئة الأجواء لأجل الانتفاضة ضده وإجباره على التنحي. ومما يعزز هذه الفرضية ، هو أن الرئيس المخلوع عمر البشير نفسه،كان قد أنكر في يونيو 2019 بُعيد انتصار الثورة السودانية، توجيه أوامر بقتل المتظاهرين السلميين، وحمّل رئيس جهاز أمنه السابق صلاح عبد الله المعروف باسم «قوش» المسؤولية عن قتلهم، وتحفظ ذاكرة الصحافة الورقية في السودان، تفاصيل كثيرة حول هذا الموضوع، حيث نقلت صحيفة «السوداني» في ذلك التاريخ، أن البشير لدى استجوابه بواسطة النيابة العامة، في يونيو 2019، بشأن قتل المتظاهرين، وعن تصريحات سابقة أدلى بها في خطاب جماهيري بمنطقة الكريدة وسط البلاد، ذكر أنه تلقى تقارير أمنية كانت «مغلوطة». وقالت الصحيفة، إنها حصلت على معلومات في غاية الدقة حول استجواب البشير، بشأن مقتل الطبيب بابكر في منطقة بُرّي شرق الخرطوم، أثناء الاحتجاجات ضد نظامه، وأضافت: «البشير عند استجوابه بواسطة وكلاء النيابة، بشأن قتل المتظاهرين، وما ذكره في خطاب جماهيري في منطقة الكريدة بولاية النيل الأبيض، حول مقتل الطبيب بابكر»، أجاب بأنه «تلقى تقارير أمنية، واتضح له أنها كانت مغلوطة». وبحسب الصحيفة، فإن البشير أنكر توجيه تعليمات لأجهزة الأمن بقتل المتظاهرين، وأن تقدير الأوضاع الميدانية متروك لأجهزة الأمن، وقال: «قتل المتظاهرين اسألوا عنه قوش». وعلى الرغم من الإشارات التي أرسلها رئيس النظام البائد حول مسؤولية جهاز الأمن الذي كان يرأسه قوش عن مقتل المتظاهرين، إلا أن الأنباء الواردة من مروي تؤكد بأن عودة قوش باتت وشيكة، وكأن دماء الأبرياء في السودان لا بواكي عليها. ويُحظى صلاح قوش بـ(عداوة) بالغة أوساط أنصار الثورة السودانية، وظلوا يتهمونه بجميع الانتهاكات التي تسببت فيها قوات الأمن إبان فترة رئاسته للجهاز، فضلاً عن أنصار الثورة يرون أن قوش يمثل رمزاً مهماً من رموز التنظيم الإخواني الإرهابي في السودان.

الخرطوم: عبد الناصر الحاج
صحيفة الجريدة