أحمد يوسف التاي يكتب: لا مرحباً بعودة المؤتمر الوطني عبر النقابات
(1)
عندما سقط نظام المؤتمر الوطني ، تنفس السودانيون الصعداء، وسعِد الناسُ أيّما سعادة بنهاية عهد عاث في الأرض فساداً لطالما قتّل وذبّح ونكّل وسحل وعذّب واغتصب بعض المعتقلين،وأكل أموال الناس الخاصة بالباطل (قصة سمسم القضارف ، والدندر لشراء سلاح نموذجاً) وبدد الأموال والموارد العامة، وأثرى عناصره ثراءً حراماً ودغمس الشريعة الإسلامية الطاهرة، وخدع البسطاء باسم الدين،لكل هذا كان سقوطه يوم سرور ومهرجان فرح…
قبيل السقوط كنا شهوداً على الناس المنتشرين في الطرقات والأسواق،ومجالس الأنس ومجالس العمل ، وفي بيوت الأفراح والأتراح، بل شهوداً على كوادر بالحركة الإسلامية وقيادات فيها، وعلى المعتصمين بمحيط القيادة العامة، في هؤلاء جميعاً كنا نلحظ القبطة والبهجة ترتسم على كل الوجوه التي نقابلها في كل مكان وهي تترقب بفرح غامر وسرور لحظات السقوط الداوي..
(2)
لماذا كان الناس يترقبون سقوط النظام وينتظرونه بفرح حتى من جانب قياداته التي قالت يوماً (الإنقاذ باتت أشبه بدواء فقد الصلاحية، كما في تصريحات قطبي المهدي).. بل لماذا سعت عناصر من الإسلاميين والمؤتمر الوطني لاسقاط نظامهم بالمشاركة في المظاهرات ومسيرات إسقاط النظام ،والشاهد (إعتقال 200 من أبناء المسؤولين والإسلاميين كما في تصريحات لمدير جهاز الأمن ) قبيل السقوط ؟، بل لماذا شاركت عناصر من النظام ونفذت خطة الاسقاط (تحركات قوش واللجنة الأمنية للبشير) ..ماذا يعني كل هذا من عناصر النظام دعك من الشارع العريض والخصوم السياسيين..؟..
(3)
الإجابة عن الأسئلة أعلاه كلها تؤكد بشكل قاطع أن نظام المؤتمر الوطني والإنقاذ كان قد فقد صلاحياته كما شهدت قياداته بذلك، واستنفد أغراضه ولم يعد صالحاً لإدارة الدولة بل أصبح نظاماً فاسداً فاشلاً محاصراً يبحث عن مخارج ولم يجد…هذه القناعات توصلوا لها هم أنفسهم، فلماذا الآن يسعون بكل ما أوتوا من قوة لتدوير نظامهم الفاسد المستبد الذي لم يبق من استكمال عودته إلا مغادرة البشير سجن كوبر لقيموا له الإحتفالات والذبائح ومهرجانات الإستقبال..فما الذي تبقى بعد عودة النقابات المحلولة إلى ما قبل الحادي عشر من أبريل 2019م.
(4)
لكل تغيير في العالم شرعيته وسلطته التي يستمدها من الشارع سواءً أكان عبر ثورة شعبية أو إنتفاضة أوانتخابات أو حتى إنقلاب عسكري، هذه الشرعية ستظل سائدة حتى حدوث تحول ديمقراطي وإنتخابات عامة.. لكن بكل تأكيد فإن إلغاء قرارات الشرعية الثورية تعني إلغاء الثورة نفسها وعدم الإعتراف بها وإدانتها..
(5)
حتى إنقلاب الجبهة الإسلامية (المؤتمر الوطني) باسم الشرعية الثورية ـ أقصد الإنقلابية ـ حلّ كل الإتحادات والنقابات ومضت هذه القرارات استناداً على هذه الشرعية الإنقلابية ثلاثة عقود ،فكان من الطبيعي أن يتم حلها بناءً على شرعية ثورة ديسمبر الظافرة المجيدة في 2019م…أيها الناس مالكم كيف تحكمون ..نواصل بإذن الله …اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماًفي الموضع إلى تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة