محمد أحمد الكباشي يكتب: والٍ في الميدان والميزان
لما يقارب العام مضى على تكليف محمد البدوي عبد الماجد ابو قرون والياً لنهر النيل، وخلاله تحمل الرجل التكليف في ظروف بالغة التعقيد ومركب الولاية يسير وسط امواج متلاطمة، الا ان الوالي وبما يحمله من خبرات تراكمية في مجاله كضابط اداري تدرج فيها الى ان وصل الى منصب مدير تنفيذي لمحلية شندي قبل ان يتم تكليفه بمهام الوالي، مما اهله لأن يعيد توازن القارب المضطرب بسبب التردي الاقتصادي وانسداد الافق السياسي على مستوى المركز، اضافة الى تركة مثقلة وجدها الوالي في اعقاب فقدان البوصلة وحالة الاصطفاف التي شهدتها الولاية ابان الفترة التي سبقت ولايته، والتركة المثقلة ما قبل اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر من العام السابق.
وولاية نهر النيل ليست بمعزل عما يدور في بقية الولايات من ازمات طاحنة تمر بها وضائقة معيشية تتمدد مع شروق شمس كل يوم وسيولة امنية اخذت تهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم، لكن ولاية نهر النيل تفوقت على رفيقاتها كونها تعيش حالة استقرار وحققت اختراقاً واضحاً في عدد من الملفات من خلال همة ونشاط الوالي ابو قرون وطاقم حكومته، بعد ان ودع كرسي مكتبه بامانة الحكومة منتهجاً العمل الميداني منذ ان تم تعيينه، فاخذ يجوب كافة المحليات، ولم تفتر له عزيمة رغم قساوة ووعورة الطرق التي سلكها وتباعدها بين محليات الولاية الممتدة من حجر العسل جنوبا الى منطقة برتي بمحلية البحيرة شمالاً، فكانت حصيلة من الحراك والنشاط تبعها جانب عملي، وانفاذاً لكل ما وعد به الوالي من خلال ما استمع اليه من شكاوى المواطنين او من خلال ما شاهده اثناء جولاته على كافة المحليات، وذلك ما جعل مواطن الولاية يطمئن لاداء حكومته ويؤكد سنده ودعمه لها، وقد تلاشت مظاهر الفوضى داخل المؤسسات الحكومية وعلى رأسها امانة حكومة الولاية والوحدات الادارية بالمحليات المختلفة.
وبجرد حساب يصعب حتى على المتابعين حصر جولات الوالي على مناطق الولاية، فكم هي المناطق التي زارها الوالي ود البدوي؟ وكم هي الوفود التي استقبلها بمكتبه؟ وكم عدد المشروعات التي وقف عليها وتعرف على قضاياها؟
ونعلم أن هناك ملفات معقدة وشائكة خاصة الزراعة والتعدين والامن ومعاش الناس مما يحتاج منه الى مزيد من الجهد والتواصل مع المركز. وهناك كثير من الصور والمشاهد الانسانية المعبرة التي تم التقاطها لوالي نهر النيل محمد البدوي اثناء زياراته الميدانية لمناطق الولاية المختلفة تكشف عن حقيقة تفاعل الوالي مع مواطنيه دون حواجز او بروتكولات، وللأمانة فإن الرجل ظل متاحاً لكل من يطرق بابه او يريد مقابلته دون ان يلتفت لدوافع المقابلة، ولكن هذه المشاهد مرت مرور الكرام ولم تجد ادنى تفاعل سواء من الوسائط او حتى من الصحف من باب انصاف الرجل، مما دفعنا هنا لأن نكتب عن اداء هذا الوالي، مثلما نجتهد في انتقاد آخرين عجزوا حتى عن الوصول الى مواطنيهم، بل ان بعضهم اغلق الباب دونهم، فما بالك بوالٍ ظل متاحاً وكذلك هاتفه الشخصي، ومتفقداً لمواطنيه في مدنهم وقراهم واريافهم البعيدة، بل ظل مشاركاً لهم في افراحهم واتراحهم وملبياً دعواتهم، وبالتالي تستحق حكومة الولاية ان نقول لها شكراً، ولن نتردد ايضاً في ان نلهب ظهرها بسياط النقد فقط من أجل التقويم وتصحيح المسار المطلوب.
وشكراً طاقم حكومة الولاية، ونأمل ان تكون هذه الرسالة محفزاً لمزيد من الجهد في سبيل ترقية الاداء التنموي والخدمي لإنسان الولاية، وقطعاً لن ننسى قضية المعتصمين بمحلية ابو حمد، باعتبار أن اسباب الاعتصام تتمثل في تجاوز شركات الكرتة، ولعله باب صلب اخذ يطرق عليه الامين العام للمجلس الاعلى للبيئة خالد محيي الدين خلال الفترة الأخيرة، سعياً لانهاء معاناة مواطن الولاية مع سموم الشركات، وصولاً الى ولاية خالية من امراض السرطانات والفشل الكلوي التي باتت تهدد حياة ثلثي مواطنيها.
صحيفة الانتباهة