عبدالله مسار يكتب: ريشي سوناك رئيساً للوزراء في بريطانيا
بريطانيا في وقت من الأوقات استعمرت جزءاً كبيراً من آسيا، ومن بين ما استعمرت الهند وكان استعماراً سيئاً، أذلت فيه بريطانيا الشعب الهندي، وعيّنت عليهم حكامًا طُغاة أمثال غردون الذي لقي حتفه عند الثوار السودانيين، ولكن دارت عجلات التاريخ، وجاء هندي ولد طفلاً في مايو 1980م صار بريطانياً ليكون رئيساً لحزب المُحافظين ورئيساً للوزراء وليس هذا فحسب، بل بجواره عمدة لندن من أصول باكستانية ولم يعد للإنجليزي القح مكان في الحكم لسببين قل توالد الإنجليز الأصليين، وكذلك شرعوا تشريعات أضرت بالأسرة، والبعد الاجتماعي، وقل الزواج الشرعي ودخلت أمراض الديمقراطية الزائفة وأثّرت تأثيراً مباشراً على الإنجاب وانفرط عقد الأسرة.
الأمر الثاني الهجرة الى أوروبا وبصفة خاصة من دول العالم الثالث نتيجةً للنزاعات، سببها دول العالم الأول والتي أفقرت دول العالم الثالث وسرقت إمكانياتها واستولت على مواردها وجعلت منها مكمناً للحروب والنزاعات، كذلك بدعوى الديمقراطية وحقوق الإنسان وهذه الهجرة غيّرت التركيبة السُّكّانية.
رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك هو مليونير صعد إلى قيادة حزب المحافظين بسرعة، خاصّةً وأنّ الحزب دخل في صراعات داخلية نتيجة للحرب الأوكرانية – الروسية، ووقوف جونسون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بعنف ضد روسيا وهو لديه ارتباطاتٌ مع الروس خارج دائرة العمل الوطني والدبلوماسي جعلته يدخل في صراع مباشر مع الرئيس بوتين قيصر الروس.
إذن، وصول رئيس وزراء بريطاني من أصول هندية ليس فقط نموذجاً لديمقراطية حرة تمارس في العالم الغربي، ولكن هنالك تداعياتٌ أخرى أدّت إلى ذلك، وأعتقد أنّ هذا الأمر سيتكرّر في العالم الغربي وفي أمريكا في السنوات القادمات، خَاصّةً وأنّ التغيير الديمغرافي في العالم الغربي يسير بمُتوالية هندسية، ومن ثَمّ انتشار الوعي في دول العالم الثالث له أثرٌ على ذلك.
أعتقد، أنّ أوروبا وأمريكا مُقبلان على تغيير كبير على السكان الأصليين، وكذلك على سلوك المجتمع والتدين، وأعتقد أنّ للإسلام حظاً كبيراً في ذلك وخَاصّةً بعد الهجمة الكبيرة عليه وهي هجمة انتقامية غير مُبرّرة.
الأمر الآخر، صحوة الشعوب وانتشار وسائل الوعي الشامل في العالم.
إذن، العالم مُقبلٌ على مرحلة جديدة لن يوقف ذلك إلا الحرب العالمية الثالثة والتي على الأبواب، ولذلك ما يحدث الآن هو سنن كونية، وهو ثورات تتم من وقتٍ لآخر من تطور حياة البشر.
تحياتي،،،
صحيفة الصيحة