السوباط .. عندما يغيب القانون لشح الأنفس!
في آواخر عهد البشير عندما ارتفعت وتيرة المعارضة، والتي كان سببها الرئيس (الأزمات الاقتصادية) المستفحلة، ثم بداية غليان الشارع، الذي كان بحسب رؤية جهاز الأمن، يحتاج لمن يهدئ من روعه، وينفث فيه حزمة (اطمئنان). تفتقت عبقرية صلاح قوش، عن ما أطلق عليه وقتها ملفات (القطط السمان).
أدار قوش هذا الملف وامتلأت السجون برجال اعمال كثر، تحت طائلة أنك (قط حنيذ) فاما أن تسرع لنظافة (الملف) أو أنك مهدد بالبقاء في الحبس، والحجز والمصادرة؛ وقتها رفع رجل المخابرات قوش (سيفاً صقيلاً) ضد هؤلاء.
كما يقول (ناس الكورة- فلان كورتو فكت)، بسبب انه فقد تميزه وقدرته التي عرف بها.. وعلى هذا النسق، كان قوش، لانه فقد قدرته في ادارة الملفات، وسمح للـ (التشفي الشخصي) او تصفية الحسابات، بالدخول على حساب الاستقامة والعدالة.
استلم قوش اموال (التسويات).. وكانت هذه اولى خطوات تنكب الطريق، التي فتحت الباب لثوار ديسمبر.. ذهبت تلك الفترة بخيباتها، ونجاحاتها، وعاد (الخطام) ليسلم لشباب الثورة، وحكومة حمدوك الأولى.. ثم جاء نظام (تفكيك التمكين) وأصبح لا يعلى عليه، ولا بالاستئناف، ولا المحاكم، وصارت لجنته هي القاضي والجلاد وانتهت بنهاياتها المعروفة.
ثم بعد نهاية عهد البشير، بما حمله من (تصفية حسابات).. ثم ذهاب (لجنة التفكيك) بما لها وما عليها يكون منافياً للمنطق، ان تبدأ حلقة جديدة من (استغلال) القانون.. وايضاً لتصفية حسابات.. وهذا ما حدث بالفعل، السيد هشام السوباط رجل الاعمال المعروف قال لبرنامج كالآتي بالنيل الأزرق انه (مستهدف) من جهة وسيفصح عنها في الوقت المناسب.
قصة السوباط، اعادت للاذهان، تسلط (قوش)، واستلامه لتسويات من عدد من رجال الاعمال، نظير ان يطلق سراحهم كان ابرزهم فضل محمد خير، الذي دفع وحده (50) مليون دولار كتسوية.. وقصة السوباط اعادت كذلك؛ موضوع (استغلال) القانون للتبشيع بالخصوم، كما فعلت لجنة التمكين.
ما هي الجهات التي تستهدف السوباط؟ او غيره من رجال الأعمال، لتدفعهم نحو الخروج برؤوس أموالهم الى دول أخرى؟ ما الجهة التي تستفيد من هذه الحرب؟ وهل الهدف هو (الابتزاز)، ام هناك هدف آخر تجاه السودان كبلد، لكي لا ينهض، ولا يتعافى من أمراضه.
اذا اردت أن تنال من اقتصاد أي بلد، ما عليك الا أن تضربه في (رجال اعماله الوطنيين)، لانهم أساس أي نهضة، ولن يصل الاستثمار الأجنبي اذا تم (استهداف) رجال الأعمال الوطنيين، لان هذه أول (رسالة سالبة) ستصل للمستثمر الاجنبي، عندها يقول اي (مغامرة) تلك التي ستدفعه لاستجلاب امواله؟ الى بلد لا يحترم مواطنيه من أصحاب المال؟ وهذه رسالة واضحة في بريد قيادة الدولة التي (تتفرج الآن) لمن يريد ان يذبح الاستثمار الوطني بـ(سكينة صدئة).
اوقفوا مثل هذا السلوك، الذي أقعد بالاقتصاد، في وقت نملك فيه كل الامكانيات، للزراعة بوجود الأرض والماء، ونملك المعادن وغيرها.. فالسودان لم تشقه؛ الا العقليات (الخربة) التي تستهدف اهل النجاح بالحسد والغيرة.
اتركوا للقانون مساحته، ليحفظ حقوق المتخاصمين، ولا تتدخلوا بما يحرك (شح الأنفس).. لأن القانون وحده اذا تم (احترامه) قادر على حفظ المساحات بين الخصوم، واسترداد جميع الحقوق.
صحيفة الانتباهة