احمد يوسف التاي يكتب: أيهما أحق بالقتل والتنكيل؟
(1)
سنظل داعمين ومؤيدين لكل تحركات شبابنا ونضالهم من أجل الحرية والديمقراطية، وتأسيس الدولة المدنية، دولة الحقوق والواجباب، لا دولة الاستبداد والجبايات، دولة العدل وحقوق الإنسان لا دولة الطغيان ..سنظل على خط دعمهم ومساندتهم لأنهم وحدهم الذين صدقوا وثبتوا على مباديء الثورة وأهدافها في وقت تخاذل فيه قادة وأحزاب ومنظمات وحركات كانت في خط الدفاع عن الثورة، ولأننا نعلم مدى صدقهم وإخلاصهم وإن تخلل صفوفهم قتلة ومجرمون يبغونهم الفتنة فالأولى أن نساعدهم على تنظيف صفوفهم من هؤلاء مثلما تخلصوا من الإنتهازيين والمتقلبين والمذبذبين أصحاب التسويات الثنائية والصفقات السرية، وأصحاب الوجوه المتعددة…
(2)
سنظل داعمين بكل ما نملك لشباب الثورة لأنهم كانوا ولازالوا على عهد الثورة وميثاقها وشعارها، وكانوا ولايزالون يقدمون النفس رخيصة من أجل بلوغ الهدف الأسمى وهو إقامة الدولة الديمقراطية والحكم الرشيد ، وفي سبيل ذلك ضحوا بأغلى مايملكون ، في وقت استجاب قادة وأحزاب ومنظمات وحركات للإغراءات والإختراقات من الداخل والخارج.
(3)
أقول ذلك لأني أعلم يقينا أن هذه الثورة التي يحاول البعض التنصل منها الآن ، كانت ثورة كل الشعب السوداني بكل فئاته ،فقد شاركت فيها كل الأحزاب والتنظيمات ، وحتى شخصيات وتيارات داخل المؤتمر الوطني والطرق الصوفية والإدارات الأهلية كل هؤلاء دعموا الثورة لأنها كانت حق وواجب وقد اكتملت ظروفها الموضوعية فأصبحت حتمية ولابد منها …لكن للأسف كل هؤلاء تراجعوا بسبب الإغراءات والإختراقات والتسويات الثنائية ، والصفقات السرية والدعاية السوداء التي تستهدف سمعة الثوار والطعن في دينهم وسلوكهم وأخلاقهم، نعم تراجع كل أولئك ولم يصمد إلا شباب قدموا الكثير من الشهداء ولايزالون مستعدين لتقديم البقية.
(4)
قدم شباب الثورة أكثر من مائة شهيد في غمرة مواجهة الآلة القمعية..ولنطرح أسئلة منطقية في هذا المقام ونترك الإجابة للضمائر الحية : أيهما أحقّ بالقمع والقتل والتنكيل هؤلاء الشباب السلميين الين يمارسون حقاً دستورياً كفله القانون، أم عصابات (9) طويلة التي روعت الآمنين في منازلهم وفي الطرقات ونهبت وقتلت وعاثت في الأرض فساداً وتقتيلاً لم يشهده السودان من قبل؟ وأيهما أحق بالقمع والقتل والتنكيل ، هؤلاء الشباب العزل الذين اُفتعلت أشياء لتجريمهم وتسلل (الشطار) إلى صفوفهم لتجريدهم من السلمية ، أم القتلة المحترفين، والممسكون بآليات تدمير الإقتصاد، والمهربون ، والمضاربون والمزورون، بالله عليكم أيهما أحق بالمحاصرة والقتل والتنكيل هم أم أولئك الذين ذبحوا المواطن البسيط والمنتج الوطني .. اللهم ها قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ،وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة